إني أكره إحدى معلماتي كرها شديدا ولا أستطيع تحملها لدرجة أني أريد أن أرفع صوتي عليها ولكن لا أستطيع وكأنه لا يوجد في الفصل إلا (أنا) تنظر إلي وكأني في موضع شبهة، وأنا لست من الفتيات المسترجلات بل عكس ذلك تماما.. وحتى عندما تتحدث معي لا أطيق أن أنظر إليها, وأفكر ألا أحضر حصتها لأنها في الحقيقة.. كأني أكثر من مرة في اليوم... ولا أستطيع التحمل وأنا لست من الذين يهربون من الحصص، لأمدح نفسي ولكن ماذا أفعل؟!
لا أعرف الحل..؟!
أتمنى أن تجد لي حلا لأني لم أعد أطيق الانتظار
ولك سائلتي الفاضلة الرد:
قرر علماء النفس أن المؤثر الأكبر على حياتنا والعامل الأهم في حال علاقاتنا مع الآخرين اقترابا وبعدا هو طبيعة (الصورة الذهنية) التي نرى بها الأشياء والناس فيمن حولنا وهو ما يسمى ب(الباراديم).
وعليه يعتمد طبيعة سلوكنا جمالا وقبحا حبا وكرها، فالزاوية التي تختارها للنظر للعالم من حولك هي التي تصنع ذلك العالم وطبيعة علاقتك به ونوعية تصرفاتك تجاهه.. إن المتأمل في معظم الأزمات والمشاكل الطارئة على صعيد العلاقات أو على الصعيد الشخصي تتمثل بوجود (باردايم مشوش) أو نموذج منحرف قد غيب الحقيقة!
ولتقريب الصورة تخيلي أن شخصا يشكو من ضعف نظر ووصف له الطبيب عدسات لا تناسبه ألا ترين كيف ستؤثر تلك العدسات على رؤيته للأشياء! وهذا ينسحب أيضا على الأشخاص المصابين بعمى الألوان فهم يرون الألوان على غير حقيقتها! ونظيره على صعيد الأفكار ما يسمى بمفهوم (الخريطة ليست الواقع) الذي أطلقه العالم البولندي الفرد كورز (The Map Is Not The Territory) ولم تتحدثي يا ابنتي وفقت للخير عن الحيثيات التي تعتقدين أنها السبب في اتخاذ المعلمة هذا الموقف السلبي منك وما أحسبه أنك قد بالغت في تضخيم مشاعر المعلمة تجاهك ولم تتحدثي عن موضوع البنات المسترجلات فهل كان هذا بسبب مخالطتك لهم أو صداقتك مع إحداهن؟ إن تعاملنا مع البشر لا يكون بقراءة أفكارهم ولا بالتخرص ولابالتوقعات لذا أتوقع منك تصرفات أكثر شجاعة وقوة فسوف تتعاملين في حياتك مع شخصيات أكثر أهمية من تلك المعلمة والتي لن تتجاوز فترة التعامل معها شهور، ثم يمضي كل منكما إلى حال سبيله لذا أنصحك ابنتي بقراءة الموقف بهدوء ولا مانع من ذهابك لها وسؤالها بذوق وأدب عن سر نظراتها لك التي لم ترق وبحث الأمر بهدوء وأناة، فالعالم كله كما يقول أحد الفلاسفة طوع بنان أولئك الذين يبحثون عن الحقيقة فبمجرد أن يسعى الشخص للبحث عن ماهية المشكلة وتسليط الضوء عليها فسيصبح على مقربة من النجاح في الحياة، كما أنصحك ابنتي بألا تجعلي من نظرات الآخرين (المريبة) أو كلماتهم (السيئة) عنك حقيقة لك فتضيقي الدنيا الفسيحة وتقصري معها العمر، فحتى وإن سمعت ما يسوؤك من أحدهم فالأمر لايستدعي تكثيف تلك المشاعر وهبوط المعنويات وأنبهك على أن تتحرري من الماضي بكل تفاصيله وقد عبر الكاتب الأمريكي الساخر عن هذه الفكرة بقوله: لاتسمح للأمس بأن يشغل كثيرا من اليوم وأكد هذا الرائع جون ماكسويل بقوله لم أعرف أبدا شخصا ظل يركز على الأمس وأصبح له غدا أفضل رعاك ربي ويسر أمرك.
شعاع:
سوف تصبح من الخارج ما تؤمن به من الداخل.