د. خالد مشكلتي تتمثل في زوجي القاسي فهو ولأكثر من عشر سنوات كثيرا ما يحط من قدري عند أهله لا يعجبه العجب كثير الانتقاد لي كثير الشك والتخوين رغم أني أعامله أرق وألطف معاملة ومع هذا فمكافأتي عنده الإهانات المستمرة والتحطيم، كرهت حياتي وأصبحت آلامي دائمة..
ولك سائلتي الفاضلة الرد:
البشر يتفاوتون في طباعهم وأخلاقهم فهناك من تأسره الكلمة الطيبة وتهذب طباعه السلوكيات الحسنة ويجعله المعروف يتوقف عن ممارسة أي حماقات، وزوجك يبدو أنه لا ينتمي لتلك المنظومة وهو بعيد عنها كل البعد، وأحسبه من الذين تحدث عنهم ابن المقفع عندما قال عن بعض البشر: أنهم طبعوا على جبلة لؤم فكلما اقتربت منهم ابتعدوا وكلما ابتعدت اقتربوا، وكنت أيتها الفاضلة برقتك ولطفك المتناهي تتوقعين أن يعود هذا الزوج إلى رشده ويرعوي ويكف عن مضايقاته وأن يخفف من عدوانيته وأحسب أنك ساهمت مساهمة كبيرة في تعزيز سلوكه السلبي بدون أن تشعري، وعلم النفس يؤكد على أن السلوكيات التي تلي الأفعال تضعف أو تقوي احتمالات تكرارها وهذا احد قوانين التعلم المهمة فكونك ولتلك السنوات الطوال تكافئين سوء تصرفاته بالمزيد من الإحسان فكأنك تغرينه بالاستمرار في النيل منك واضطهادك.
وَوَضْعُ النَّدَى فِي مَوْضِعِ السَّيْفِ بِالعُلا
مُضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضِعِ النَّدَى
وقد سمعت عن زوجة كانت تُهدي زوجها هدية كلما نشب خلافا بينهما ظانة أنها ستزيل سخائم الحقد وتفرق سحائب التوتر وتجفف منابع الغضب، وللأسف لم يكن الزوج سويا عاقلا بل كانت كمن يكافئ على الصنيع، لذا تمادى ولم يتوقف، أيتها الفاضلة الصينيون يعرفون السذاجة بأنها طلب نتائج جديدة بالمضي في الطرق القديمة وسلك الوسائل المعتادة ولم يُحقق معها أي شيء لذا ما أوصيك به هو أن تتوقفي عن هذا اللطف الزائد الذي لم يغير من الحال شيئا، وكفي عن مكافأة هذا السلوك السيئ إذا ما أردت أن يتوقف الزوج عنه، وتشجعي وعبري له عندما يهينك عن غضبك وانزعاجك وإن تطلب الأمر صرامة وحزما فليكن وفقك الله وسددك.
شعاع:
إن معارك الحياة لا ينتصر فيها دائما الأقوى والأسرع، ولكن عاجلا أو آجلا سوف يفوز من يعتقد أنه قادر على ذلك.