كثر الحديث عن اللاعب السعودي المحترف وبرز وتكرر اسمه هنا في الدوحة ضمن تعليقات وشرح أسباب إخفاق الأخضر في أمم آسيا الخامسة عشرة, وأن سقوطه جاء نتيجة عدم إلمام اللاعب بمسؤوليات وضوابط وشروط الاحتراف, وأنه لابد أن يتحول إلى آلة يعمل بدقة وانتظام والتزام بغض النظر عما دار حوله من أخطاء فنية فادحة وعواصف وتقلبات ومستجدات إدارية متسارعة وضغوط إعلامية واحتقانات جماهيرية متواصلة بدأت قبل البطولة وزادت وتأزمت بعد مباراة سوريا الأولى, نعم يتحمل اللاعبون جزءاً من المسؤولية لكن ليس بالقدر أو بالأصح بالأسلوب الذي يسيء تقديرهم ولا يفهم واقعهم وينقلهم إلى حدود أبعد.. إليكم الحكاية وكيف يشخصون الأزمة:
في الساعة الثانية وربما في الثالثة صباحاً يظهر على الشاشة موجهاً متحمساً ناقداً مذهولاً متحدثاً بحرقة وبصوت مرتفع عن كارثة سهر اللاعبين المحترفين.. يعني لا مشكلة لدى سعادته في أن يسهر ويستمر يثرثر إلى شروق شمس اليوم التالي وعلى جميع المشاهدين كباراً وصغاراً رجالاً ونساء من موظفين ومعلمين وطلاب وعمال وتجار أن ينتظروا طلته ويتابعوا برنامجه لحظة بلحظة ويستمعوا إلى نصائحه وتوجيهاته وتحذيراته, وحده اللاعب لابد أن يكون وقتها في سابع نومه..!
يتحدثون عن الأنظمة واللوائح وضرورة الالتزام بها من قبل الأندية واللاعبين, بينما (الواسطة) شغالة في كل مكان, والتجاوزات (عد واغلط), والتقصير في الأداء يشمل سائر القطاعات ولا يتوقف على اللاعب والحكم والمدرب والإداري.. يطالبون اللاعبين بالتغذية السليمة وعدم التدخين والابتعاد عن العادات والممارسات السيئة والضغوط النفسية والاجتماعية, في الوقت الذي تنتشر فيه عزائم المفاطيح والأكلات الدسمة والكبسات اليومية والوجبات الفوضوية في كل بيت ومجتمع ومدينة.. يصفون اللاعب بالمدلل والمدلع والمرفه, في حين أنهم وأطفالهم يملكون السيارات الفارهة والمنازل العامرة ولهم في كل شهر رحلة سياحة وراحة واسترخاء واستجمام في أرض الله الواسعة..
القضية وما فيها أن اللاعب بحسب طبيعته وتركيبته ومهنته وما هو مطلوب منه في الملعب مع النادي أو المنتخب وحتى إن كان محترفاً من المستحيل أن نعزله عن أسرته ومجتمعه, هو جزء لا يتجزأ من مكوناته وما يسري على أفراده وأطيافه وفي عاداته وتقاليده و كل أحواله ومختلف ظروفه ومتغيراته زينها وشينها سيتأثر بها وتؤثر عليه لا محالة.. هو نتاج فكر وثقافة وممارسات بيئته, ينتمي إليها فطرياً ويتفاعل تلقائياً مع مخرجاتها ويتشكل عقلياً وسلوكياً مع أجوائها أكثر من أي جهة أخرى بما فيها النادي الذي يمنحه المال والشهرة ومن ثم المنتخب.
الدوحة