=1=
رغم قسوة تلك الحياة التي عاشها الأجداد، ربما كانوا أكثر سعادة داخلية منا بقناعتهم وتضحياتهم من أجل غيرهم.. كان أحدهم كلما «ضامته» الحياة أو قست عليه صروف الدهر يغادر أرضه، لكنه يظل متعلقاً بها، عاشقاً لها، منتظراً أقرب فرصة للعودة إلى أحضانها.
لقد كان الواحد من أجدادنا الساعد الأيمن لجاره وصديقه.. كان بلسماً له عندما يعز دواؤه، وكان له يداً حانية عندما تقسو عليه الحياة، كان الواحد منهم أنموذجاً نادراً في البذل والسخاء، وكانوا مثلاً في الوفاء يندر وجوده.
أين هذه القيم.. وأين تلك المثاليات؟
هل أنستنا الهوامش الفانية القيم الباقية..؟ وهل قتلت فينا الدعة غير المتناهية المثاليات المضيئة؟
وهل أماتت فينا معامل المصانع عوامل الأصالة؟.
إنني لا أتساءل عن ماض انقضى، ولكنني أسأل عن قيم أصبحت نادراً ما ترى.
إن انقراض بيت الشَّعر، ورعي الغنم، وعهد السواني، لا يعني انقضاء قيم الوفاء والتضحية وصدق الوعد.
نحن أمة لها قيم تفتخر بها.. ومن العيب أن يتمسك الآخرون بقيمهم، ونحن نتخلى عن قيمنا مكتفين بمعطيات الحضارة المادية.
ماذا يمنعنا أن نستمتع بمعطيات الحضارة ونحافظ على قيم الأصالة.
إن هناك تكاملاً بينهما يحقق الارتياح بدلاً من أن يكون هناك تقاطع بينهما.
=2=
«كتب» ومعرفة الإصدارات الجديدة
دور النشر تصدر مئات الكتب.. والمطابع تلد مثلها، ومن الصعب على الإنسان أن يتابع كل ثمار النشر.
لهذا فالواحد منا أصبح لا يعرف عن الكتاب الجديد إلا عندما ينشر عنه، وإذا كان يهمّه فهو يحرص على اقتنائه.
من الصفحات الجميلة والجديدة في صحيفة «الجزيرة» صفحتا «كتب» التي يحررها عاشق الكتاب أ. فواز أبونيان؛ حيث يقدم في هذه الصفحات كل أسبوع تعريفاً جيداً ومختصراً بالكتاب الجديد الذي يتم اطلاعه عليه، وكم مرة شاقني التعريف عن أحد الكتب فأبحث عنه وأسارع للحصول عليه.
إن هاتين الصفحتين اللتين تختصران على المتابع والباحث عن الكتاب الذي يريده الكثير من الجهد والوقت، وليت «الجزيرة» تجعل الصفحتين تخرجان على يومين: يوم في وسط الأسبوع ويوم في نهايته لتكون المتابعة للكتب بشكل أسرع وأحدث.
=3=
رحيل الشاعر رحيل الوردة..!
رحيل شاعر مثل رحيل وردة تنبت العطر في جفاف الحياة.. ومغادرة أديب مثل مغادرة «عصفور» يغرد ليقلص من ضجيج الوجود وطبول الحرب.
رحيل الشاعر الكبير محمد الثبيتي -رحمه الله- ليس خسارة للحركة الشعرية السعودية بل خسارة للحركة الشعرية العربية.
لقد كان شاعراً صادقاً.. التزم بالصدق، وعشق الصحراء وأحب الوطن، وغنى آلام العرب!
=4=
آخر الجداول
للشاعر محمد الثبيتي - رحمه الله:
« وتركت في الصحراء كلّ قصائدي
ودفنت بين رمالها إنشادي
وعلى شواطئ ناظريك تقطّعت
أسباب سعيي وانطوت أبعادي
يا نجمُ إن سأل الشعاع: فإنني
سافرت في ركب الزهور الغادي»
فاكس 4565576