أطرح هذا التساؤل لأنها ليست المرة الأولى التي يخفق فيها المنتخب ونتحمس للتطوير والتغيير على أثر هذا الإخفاق ونكتشف فيما بعد أنه كان حماساً عاطفياً وردة فعل تتلاشى بمجرد العودة لمنافساتنا المحلية والانشغال بأحداثها الصاخبة.
لهذا لست مع الكتابات والآراء التي أشعرتنا وكما لو أننا سنبدأ من نقطة الصفر لأنها محبطة بهذا الشكل وكان يجب أن نرتب الأولويات، وأن ندرك الممكن تنفيذه وغير الممكن على الأقل حالياً، ففي رياضتنا الكثير مما يلزم مراعاته عند الحديث عن التطوير، وفي مقدمة ذلك حجم الإمكانات المادية التي يمكن توفيرها لدعم مشاريع التطوير، وهذه تحكمها نظرة وزارة المالية للرياضة ومدى قناعتها بأن الرياضة باتت اليوم واجهة إعلامية حضارية للدول.
لكن بالتأكيد أن ما طالب به العديد من الإعلاميين والنقاد الرياضيين والكتّاب الاجتماعيين من تطوير وتغيير يعكس حجم الثقة الكبيرة في سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب كقيادي بارع وناجح يجمع بين حكمة وحنكة الكبار وحيوية وحماس وطموحات الشباب بوعي تام وبعد نظر وبرؤية ثاقبة؛ والمتابع لكل ما كتب من مقالات وما طرح من آراء ومقترحات يجد أن هناك توافقاً فيما بين الغالبية منها، فهي تنادي بإعادة هيكلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتجديد الدماء فيها وتطوير اتحاد كرة القدم ولجانه وتحفيز الأندية للاهتمام بالفرق السنية والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم للعودة بالرياضة المدرسية كرافد رئيس للرياضة السعودية والتعاقد مع مدرب كبير للمنتخب ومنحه حرية القرار والاختيار واستثمار أيام الفيفا بمباريات مع فرق عالمية واختيار طاقم إداري للمنتخب مؤهل لتقييم مستوى العمل واقتراح الحلول قبل أن يحدث الإخفاق.
لا تطوير من دون انضباط..!
من جانبي آمل وأتوقع أن تكون أولى المهام التي يتصدى لها الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب هي فرض الانضباط في وسطنا الرياضي، فهو خريج جامعة فيصل بن فهد -رحمه الله- تلك الجامعة الحضارية في مناهجها الصارمة في قراراتها الرادعة في عقوباتها؛ وسموه يدرك أنه في غياب الانضباط الميداني لن تكون هناك بيئة مناسبة تساعد على العمل المتطور، ولن تستعيد منافساتنا قوتها مما قد يحول بيننا والوصول إلى منتخب الأحلام والآمال؛ ولن يتمكن سمو الأمير من التفرغ لعملٍ يواكب طموحاته لأنهم سيشغلونه بعدم انضباط في المدرجات نتيجة ضعف أو تناقض في قرارات اللجان وعدم انضباط في تصريحات وتصرفات مصدرها، مع الأسف رؤساء أندية يفترض أن يكونوا المثل والقدوة للجماهير الرياضية.
والخطورة أنه في غياب الانضباط يحدث انفلات تتجاوز تبعاته السلبية محيط الأندية وتصل إلى منتخبات الوطن لهذا الانضباطية مطلوبة للقضاء على الارتجالية والعشوائية في أعمال اللجان وفرض تطبيقها للوائح على الجميع بما يلغي التناقض في قراراتها ويوفر العدالة التي ينشدها الأمير ويؤكد عليها، وهذه مع فرض الانضباط في سلوكيات اللاعبين وفي تصريحات الإداريين كفيلة بتنقية أجواء مسابقاتنا ليتفرغ الجميع للمنافسة الشريفة التي تدعم خطى التطوير وبما يضمن لنا وصول لاعب النادي لقائمة المنتخب الوطني وهو في قمة جاهزيته على مستوى أدائه داخل الملعب وبفكر وذهن صافٍ يمكنه من التفرغ لمهمته الوطنية بعد أن خرج من منافسات محلية منضبطة في كل جوانبها، ولذلك أرى أن تركيز الكثيرين على الحديث عن غياب الروح العالية بين اللاعبين ودوره في كبوة المنتخب في الدوحة لا يجب أن ينصرف بالكامل على أنه عدم تقدير للمسؤولية من جانب اللاعبين بقدر ما أرى أنه نتيجة لعدم الانضباط في ثلاثة محاور.
المحور الأول: غياب الانضباط عن عمل الجهازين الفني والإداري للمنتخب مما أفرز إعداداً متواضعاً للفريق لم يتح له فرصة الاستقرار على تشكيلة ولم يجرب نفسه في مباريات ودية عالية القيمة الفنية مما حجب الفريق ونجومه.
المحور الثاني: أحداث الموسم المحلي التي غاب عنها الانضباط سواء داخل الميدان أو خارجه وأثرها السلبي على أجواء المسابقات وعلى مستويات ونفسيات اللاعبين.
المحور الثالث: غياب الانضباط في تعامل الأندية مع اللاعبين؛ فهناك مبالغة في العقود وفي التكريم عند تحقيق الإنجازات لا يقابله حزم عند تقصير اللاعب في أداء دوره كمحترف عليه واجبات مثلما أن له حقوقاً وهو سلوك ربما ينقله اللاعب -لا إرادياً- معه إلى المنتخب!.
وسع صدرك..!
مدربنا الوطني ناصر الجوهر أغلق تمرين المنتخب الأخير قبل مباراته مع اليابان.. والسؤال فريق انتهت مهمته في البطولة لماذا يغلق تمرينه؟.. يمكن حتى لا تكون النتيجة عشرة!.
المطالبة بتجديد الدماء في رعاية الشباب لا ينبغي أن يقابله إلغاء تام لما قدمه عدد من رجالاتها خلال السنوات الطويلة الماضية والذين يستحقون عليه الشكر والتقدير.
مدير المنتخب منصب شاغر أصبح مجالاً للتوقعات.. أتوقع طارق كيال.
استشهد ببيت شعر للمتنبي وقرأه بطريقه (نابغة) عن ثقافة يا زينك ساكت!.
الثقة إذا صارت على غير سنع (تدربي) راعيها!.
الهلال يحتاج إلى مهاجم لديه موهبة التسجيل بالرأس على طريقة سعود الحماد وماجد عبدالله ونايف هزازي يتكفل بالكرات العالية ويترك الباقي لياسر!.
بمناسبة الاختبارات اقرأ ما يلي ثم اختر الإجابة الصحيحة.. شهدت المباراة الودية بين العربي الكويتي والنصر السعودي التي فاز بها العربي بثلاثة أهداف طرد لاعب نادي النصر أحمد عباس بعد تدخل خشن على مهاجم العربي خالد خلف واشتبك عباس بالأيدي مع الحكم وتدخل لاعبو الفريقين وفضوا الاشتباك وهذه الحادثة تعني:
- أن اللاعب متأثر بمشهد سابق.
- أن اللاعب ربما فهم الطرد على أنه خدمة للفريق المنافس في الدوري.
- أن اللاعب (ملّ) من الهزائم في الوديات والرسميات.
المدرب السابق وافق على استلام نصف مستحقاته لقناعته بأن عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة.
يستعجل البعض حل اتحاد كرة القدم ويطالب بانتخابات شاملة؛ لكن من ينظر حولنا يجد تجارب في الانتخابات لمؤسسات رياضية وغير رياضية تفرز أعضاء لا يشكلون نموذجاً مشجعاً على تعميم الانتخاب خاصة في أوساط تغلب عليها العاطفة والفزعة وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة ومن هنا أرى أن الاختيار السليم للأعضاء بمؤهلات وخبرات وتخصصات متعددة مع قوة شخصية تضمن استقلالية في الطرح وفي الرأي وبصلاحيات واسعة كفيلة بتشكيل منظومة عمل متكاملة تغطي كافة المهام بكفاءة عالية.
مشاركة رجال المال والأعمال مع الرياضيين في تكريم مدير المكتب الرئيس لرعاية الشباب في الأحساء الأستاذ عبدالعزيز الشعيبي بمناسبة تقاعده وانتهاء خدماته التي دامت على مدى الـ34 عاماً الماضية تعكس احتراماً وتقديراً للرجل وعرفاناً بما قدمه للرياضة والرياضيين في المنطقة وهو بعمله المخلص وتعامله المثالي استحق كل هذه الحفاوة والتكريم.