جاءت مباراة قطر واليابان في الدور ربع النهائي لتؤكد بمستواها ونتيجتها وأحداثها من جديد وللمرة الألف حقيقة واقعنا الخليجي والعربي مقارنة بما تتمتع به كرة الشرق واليابانية تحديدا, المسألة هنا لا تتعلق بالموهبة الفطرية والإمكانات المادية التي قد تتوافر لدينا وإنما بكيفية توظيفها, وبأسلوب إدارة الكرة والرياضة وفي غيرها من الممارسات الرسمية والسلوكيات الاجتماعية.
ما حدث في المباراة وكيف تعامل اليابانيون بهدوء وانضباطية مع الأخطاء التحكيمية والظروف الصعبة وانتزاعهم الفوز الثمين والمنطقي رغم النقص, مقابل عجز العنابي عن الاستفادة من أرضه وملعبه وجماهيره وتقدمه والتطورات التي جاءت لمصلحته في الأوقات الحرجة للمباراة, جميعها تمثل نموذجا حيا وتجسيدا واضحا لفارق الفكر والثقافة بين المدرستين العربية والشرق آسيوية, لديهم الاحترافية والعمل المؤسسي والاعتماد على الكفاءة والتخصص والمنهجية العلمية في سائر المهام والمسؤوليات والمراكز صغيرها وكبيرها, في الوقت الذي تسيطر فيه أمزجتنا وعواطفنا وانفعالاتنا وأهواؤنا الشخصية على تصرفاتنا وتتحكم بمستوى ونوعية قراراتنا على مختلف الأصعدة.
حتى في الشأن الإعلامي وعلى الرغم من أن الوفد الياباني يأتي في المرتبة الأولى ودائما ما يتواجد أفراده بكثافة في الحافلات والملاعب والمطاعم والفنادق والمراكز الإعلامية إلا أنهم بهدوئهم وانتظامهم ودقة تحركاتهم وتفرغهم للعمل لا يقارنون بصخب وضجيج وفوضوية الوفود الإعلامية العربية, وهذا يفسر بطريقة أو بأخرى إننا بارعون في مناقشة ومعالجة مشاكلنا على طاولة الكلام الممل الطويل الذي لا طائل منه سوى (الفضفضة)..
- تحولت المعادلة وصارت المنافسة عندنا والإخوة العرب والخليجيين على من (يغادر البطولة بأقل الخسائر)..
- سلوك وتغذية وعادات اللاعب الخليجي النابعة من بيئته بوجه عام جعلته لين العود ضعيف اللياقة والتحمل والعضلات قابل للكسر وقطع الأربطة في أي لحظة..
- من جديد أتمنى من اتحاد الكرة أن يتابع باهتمام ويرى عن قرب كيف فعل ويفعل ويخطط الاتحاد الياباني.
الدوحة