كتب - فرحان الجارالله :

ألقى إخفاق منتخبنا الوطني في مشاركته الأخيرة في بطولة كأس آسيا وخروجه المرير من الأدوار الأولى للبطولة بظلاله على أحاديث الشارع الرياضي بشكل كبير وصاحبه أحاديث واسعة انتشرت عبر وسائل الإعلام المختلفة لتحليل ما حدث بحثا عن الأسباب الحقيقة لما حدث..!

ومن خلال تجربته الرياضية الثرية وخبراته الواسعة كلاعب وإداري ناجح في تعاقداته مع المدربين واللاعبين الأجانب خلال السنوات الماضية يتحدث ل(الجزيرة) الخبير الرياضي ورئيس نادي الطائي السابق الأستاذ ناصر الحماد عما حدث للمنتخب، أسبابه الفنية والإدارية والخطوات المنتظرة لمستقبل أفضل لمنتخبنا الوطني.. ولأن الحديث الذي ذكره (الحماد) يعد مهما جدا في هذه المرحلة الحساسة ويحمل عمقاً وتحليلاً فنياً دقيقاً يصب في مصلحة منتخبنا الوطني فمن المهم أن يصل هذا الرأي مباشرة لعقل وفكر صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب وقد بدأ سموه في الخطوات الأولى لإعادة المنتخب إلى الواجهة كبطل للقارة الأكبر وصاحب الإنجازات التاريخية..

في البداية يتحدث (الحماد) عن الإخفاق فيقول: من المؤكد أن أي إخفاق في العمل يأتي وراءه دائماً الإدارة الصحيحة للعمل من عدمه، فالمسألة تبقى منظومة على اعتبار أن الإدارة هي من يقوم باختيار المدرب المناسب، ففي حال أن الإدارة قامت باختيار مدرب غير مناسب فسيحدث الخطأ والإخفاق.. فالخطأ هنا ليس من المدرب ولكن الخطأ على من اختار المدرب بالأساس وهو غير مناسب.. وهذا ينطبق على جميع الأجهزة الأخرى.. وتستمر المنظومة بالتدرج، فاللاعب واختياره للانضمام للمنتخب لا بد أن يكون على أسس وليس بشكل عشوائي بحيث يتم اختيار اللاعب الذي يخدم المنتخب وليس اللاعب الذي تشبع من جميع المتطلبات (الشهرة /النجومية/المال) وبنفس الوقت لا يجب أن يفرغ المنتخب من النجوم بمعنى أنه يجب تطعيم المنتخب بين كل فترة وأخرى بلاعبين جدد متعطشين للشهرة والمال..

ويذهب (الحماد) إلى التأكيد على أهمية اختيار تشكيلة المنتخب بعناية ووفق أسس واضحة وصحيحة حين يقول: أرى أنه يستحسن اختيار اللاعبين الجدد لتطعيم المنتخب من الأندية الصغيرة البعيدة عن الأضواء، فأغلب نجوم المنتخب أتوا من أندية مغمورة إلى أندية كبيرة ومن ثم تم اختيارهم للمنتخب والأمثلة كثيرة..

وعن اختيار المدرب لقيادة المنتخب خلال المرحلة القادمة أكد الحماد من خلال حديثه ل(الجزيرة) أن «جنسية المدرب» ليست بأهمية نوعية المدرب حين يقول: المدربين كثير ولكن من المؤكد أن مدرب المنتخب يختلف عن مدرب الأندية على اعتبار أن مدرب المنتخب يعتمد على لاعبين مميزين وجاهزين للتمثيل بعكس مدرب النادي الذي لا بد له أن يجهز اللاعبين..

ويتحدث عن الأدوار المهمة التي من المفترض أن يقوم بها المدرب والتي يغفلها الكثير من مدربي المنتخب فيقول:

اختيار اللاعبين لا بد أن يقوم بها المدرب الذي يجب أن يبحث في جميع الأندية، فيوجد في أنحاء المملكة نجوم ومواهب مميزة أفضل بكثير من أغلب الموجودين حاليا بالمنتخب.. ومن يقول أن لاعبي المنتخب الحالي هم أفضل اللاعبين فهو مخطئ، فأرى أن اللاعبين الموجودين هم ممن سلطت عليهم الأضواء فقط ولكن لو أتى من له نظرة ثاقبة في اكتشاف النجوم والمواهب من الأندية البعيدة عن الأضواء لوجد الكثير والكثير وفي جميع المراكز..

وأتمنى حقيقة أن يقوم الاتحاد السعودي بالعمل على وضع كشافين في جميع مناطق المملكة تحت إشراف مدرب المنتخب مباشرة بحيث يشمل اختيار اللاعبين جميع مناطق المملكة.. وهنا أود التأكيد على نقطة مهمة جدا في عملية اختيار الكشافين، فليس كل مدرب وطني يعد كشافاً، فهناك نوعية من الأشخاص لديهم إمكانيات فنية خاصة لاكتشاف المواهب المغمورة والبعيدة عن العين العادية.. وكذلك أؤكد على أهمية تكليف فريق عمل مهمته تصوير كافة مباريات المسابقات المحلية (درجة أولى (ثانية) تصفيات صعود) ومباريات كأس ولي العهد الأولية بكافة مناطق المملكة ومن ثم يتم العودة لها بوجود مدرب المنتخب والكشافين ومراجعتها مرة واثنتين وثلاث حتى نصل للاختيارات المناسبة.. صدقني لو شمل الاختيار جميع مناطق المملكة لخرجنا بمنتخب لا يهزم أبدا بحول الله وتوفيقه..

واختتم الحماد حديثه المهم ل(الجزيرة) بخلاصة ما حدث بالقول:

لم يحضر مدرب مناسب.

لم يتم اختيار لاعبين بطريقة مناسبة.. فقط اختير اللاعبون من تحت الأضواء..

السبب الرئيسي بعدم ظهور المنتخب بالمستوى المأمول هو تشبع لاعبي المنتخب من النجومية والشهرة والمال وصاحبه إعلام غير مدروس ولا ينسق مع الاتحاد السعودي بحيث يكون العمل مشتركاً لمصلحة الوطن فقط.