|
الجزيرة - وهيب الوهيبي
أكد نائب رئيس مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي إياد بن أمين مدني ردا على سؤال لـ(الجزيرة) أن تسليم مساكن محافظة الافلاج سيكون قريبا، لافتا إلى أن خادم الحرمين الشريفين يحرص على أن تتعدى المؤسسة الطرح التقليدي للمؤسسات العاملة في مجال الإسكان الخيري.
جاء ذلك عقب افتتاحه أمس ندوة «أفضل الممارسات المهنية في مجال البرامج التنموية الموجهة لتحسين الأحوال المعيشية للفقراء» برعاية كريمة من خادم الحرمين.
وأشار مدني الى أن الملك عبد الله قد نذر هذه المؤسسة لوالديه رحمهما الله وجعل له ولهما الأجر والثواب؛ وكان الحرص من البداية أن تتعدى المؤسسة الطرح التقليدي للمؤسسات العاملة في مجال الإسكان الخيري، فحملت المؤسسة على أكتافها منذ نشأتها مفهوم الإسكان التنموي، أي بناء الإنسان من خلال الإسكان؛ مجسدة بذلك حقيقة أن الإسكان يمثل حافزاً وبيئة حاضنة للنمو.
وشدد الأمين العام للمؤسسة الدكتور أحمد بن حسن العرجاني على أن سد الاحتياج ينبغي أن لا يقتصر على قضاء الحوائج الآنية فحسب بل يجب أن يتعداه إلى تلمس الأسباب المؤدية إلى ذلك الاحتياج ومن ثم تحديد الأساليب الدالة والمشجعة على العمل قاصدين بذلك إعانة المحتاج للاستفادة من قدراته الذاتية. ودفعه إلى البحث والاستفادة من الفرص المتاحة من حوله.
وأضاف إن التكافل الاجتماعي المبني على مفهوم الدعم والمعونة المباشرة، قد يكون ضروريا وملحا في بعض الحالات، لكنه حتما ليس الحل المنشود، لما يولده من اعتمادية على الآخر ومن نشر وتكريس لثقافة الفقر وعدم الأخذ بالأسباب.
وأشار الى انه من هذا المنطلق، وبهدف رفع مستوى الشعور بالمسؤولية وأفضلية الكسب الذاتي لدى الفئات المستفيدة من مشروعات المؤسسة، سعت المؤسسة ومنذ تأسيسها إلى تبني مفهوم الإسكان التنموي، القائم على تنمية القدرات والحث على العمل وذلك بتطبيق منظومة من البرامج التنموية الموجهة لتحسين أحوال ومعيشة المستفيدين.
وأفاد بأن هذه الندوة وما سينتج عنها من أبحاث وتجارب ماهي إلا امتداد وترسيخ لهذا المفهوم، ورغبة من المؤسسة في تقييم تجربتها الذاتية معرفة ما لدى الآخرين من برامج تنموية ناجحة.
ولفت رئيس اللجنة العلمية الأستاذ الدكتور عبد الله بن حسين الخليفة الى أن المؤسسة، وهي المتفردةُ رؤيةً، ورسالةً، واسما، والمتميزة عطاءً ومخرجات، أخذت على عاتقها منذ إنشائها أن تلبي حاجات الفئات الأشد حاجة، بأسلوب غير تقليدي، وبمنهجيةٍ انطلقت من رؤيةٍ دقيقةٍ ومتأنية، قوامُها أن سد حاجة المحتاجين يتطلب منظومةً تنمويةً من التدخل الواعي القائمِ على توفير البنية السكنية الملائمةِ بيئياً وثقافياً، بنيةٍ متكاملة تزود الساكنَ بالأمان والاستقرار، وتهيئ له أسباب النجاح عبر ما توفره تلك المنظومة التنموية التي تتنوع حسب المستفيدين وخصائصهم، حيث يجد كل مستفيد طلبته بما يتلاءم مع سنه ونوعه وطموحاته.
وأضاف أن المؤسسة قامت بمباركة فكرة «الإسكان التنموي»، وأصبحت هذه الفكرة ماثلةً فيما أنجزته المؤسسةُ من مشروعاتً إسكانية تنموية تجاوزت عشرين مشروعاً موزعة على مناطق المملكة كل؛ فعمرانياً تجسد البعد التنموي في الأخذ بالحسبان اعتباراتِ الاستدامةِ والملائمة للظروفِ البيئةٍ والمناخية؛ خاصة أن بلادنا تتمتع بتنوع ثقافي وبيئي ومناخي وطبوغرافي؛ الأمر الذي يستوجب انعكاس تلك التباينات على اعتبارات تحديد المواقع وخيارات التصاميم. أما بشرياً، فقد تكرس البعدُ التنموي في ربط مشروعات الإسكان بمنظومةٍ متكاملةٍ من البرامج التعليمية والصحية والاقتصادية والتدريب بما يتلاءم مع تطلعات المستفيدين من تلك المشروعات، ويكفل لهم من المستويات المعيشية ما يتفق مع تطلعاتهم ويحترم كرامتهم وإنسانيتهم.
وأشار الى أن المؤسسة عملت كل ذلك بالتعاون والتكامل مع مؤسسات المجتمع من حكومية وخاصة وأهلية، من خلال مساعي الشراكة التي وحدت الجهود الموجه لتحسين الظروف المعيشية للمحتاجين وسارعت بعجلة الاستفادة من تلك الجهود، واليوم تجد المؤسسة نفسها متطلعةً إلى توسيع دائرة مد جسور التعاون والتواصل مع الجهود الدولية ذات الصلة بمجالات منطلقاتها وأنشطتها، مؤمنة بأن الجهود تصبح أكثر وقعاً، والمساعي تكون أعمق تأثيراً بانطلاقها من مخرجات التعاون وتبادل الخبرات مع الجهات الفاعلة والعاملة في ذات الميدان.
وفي ختام الحفل كرم اياد مدني الجهات الراعية للندوة.