عنيزة - خالد الروقي

أبدى والد طفل عمره عام ونصف العام كان قد تعرض لاحتراق سفلي في جسده الشهر المنصرم استياءه من البرود الذي يحيط باتهام قدمه ضد خادمته المنزلية التي قال إنها تعمدت إيذاء الطفل. وقال خلال حديثه ل ( الجزيرة): للأسف لم يكن تعاطي الجهات المعنية مع قضيتي بالشكل المناسب، وذلك بالتعلل تارة بأخطاء في التقرير الطبي لحالة الطفل, وتارة بتأخر وصوله إليهم للبت في الموضوع، وأتمنى عمل مقارنة بين قضية خادمة المدينة التي وجدت آنذاك أصداء كبيرة وقضية ابني.

وأضاف: لقد رفضت الخادمة الاعتراف، وألقت بالمسؤولية على ابنتي الصغرى ذات الأربع السنوات، وادعت أنها المتسببة في الحادثة.

وقال عن الوضع النفسي لابنه بأنه سيء إلى أبعد الحدود (حيث أصبحت لديه ردة فعل سلبية تجاه الخادمات, وأصبح خجولاً جداً ويخشى أن ينظر إليه أي شخص ولا يرغب بأن يقترب أحد من مواضع الإصابة في جسده). وناشد والد الطفل في ختام حديثه المسؤولين بالتدخل لأخذ حق طفله كاملاً مستغرباً سر هذا التأخير. ومن جانبه أوضح مدير عام فرع الشؤون الاجتماعية الدكتور فهد المطلق أن النظرة لا بد أن تكون عامة وشاملة تجاه الخادمات المنزليات، وأن لا تكون الأحداث الفردية هي الفيصل، فكما توجد بعض الأسر السعودية التي لا تجيد التعامل مع الخدم، ففي المقابل هناك سلوكيات فردية سيئة من بعض الخدم، والعكس، إذ إن هناك بعض الأسر تُعامل الخدم كإحدى بناتها، وأيضا هناك خادمات يعاملن الأسرة كأنهن منها، لذا يجب أن تكون النظرة شاملة.

ويقول: إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هذه التصرفات تشكل ظاهرة أم لا؟

ويجيب: نحتاج للإجابة على هذا السؤال إلى مسألة نسبة وتناسب، ومن وجهة نظري لا بد من عملية رصد علمية تقوم بها جهة معينة على مستوى المملكة، وتقوم وفق إحصائيات ومعايير معينة مثل (الجنسية وعدد الحالات) فإذا خلصنا إلى أنها ظاهرة فإن الأمر بلا شك يحتاج إلى معالجة جذرية، وإذا كانت مجرد حالات فردية فمن الأفضل عدم تضخيم الأمور.وعن تأهيل طفل عنيزة الذي احترق مؤخراً بسبب سكب ماء ساخن على جسده، حيث ادعى ذوو الطفل بأن الخادمة هي المتسببة في ذلك، يقول الدكتور المطلق: بعد تأهيله الطبي لا بد أن نقيّم حالة الطفل فإن كان يحتاج لتأهيل نفسي فهناك مستشفيات مميزة مثل مستشفى الصحة النفسية في مدينة بريدة وهناك مستوصفات خاصة على مستوى رفيع في المنطقة.الجدير ذكره أن (الجزيرة) انفردت لوحدها بتغطية موسعة عن الحادثة في حينها.