بإقامة بيوت العلم الباذخة.. أذن الله لناشئة هذا البلد أن ينالوا نصيبهم من العلم دون عناء.. بعد أن زالت من أمامهم الصعاب.. وصار في كل منطقة جامعة تزخر بكل إمكانات العصر وتقنياته المذهلة.. ويأتي من بين ما تفخر به تلك القلاع العلمية العتيدة كون القائمين عليها وأساتذتها من أبناء هذا الوطن ممن تلقوا تعليمهم في أرقى الجامعات في العالم.. والتي حازوا منها على أعلى الدرجات العلمية.. كل ذلك يأتي بفضل الله.. ثم بفضل تلك الجهود المضنية والصادقة والمخلصة لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من السير بهذا الوطن إلى حيث ما يليقون به مكاناً ومكانة.. وجعله في مقدمة الدول السائرة في طريق الرقي والتقدم.. إنهم ولاة أمر هذا البلد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. وسمو ولي عهده الأمين سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز -يحفظهم الله-.. والذين لم يدخروا وسعاً في سبيل توفير كل أسباب النهوض بهذا البلد ورفعة شأنه وشأن مواطنيه.. من خلال تلك المشاريع العلمية الطموحة والتي لا يحدها حد.. ولا يقف في طريقها عائق.. تأسياً بنهج من سبقوهم.. اقتداءً بصاحب السيرة العطرة الملك المؤسس والموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (يرحمه الله).. والذي أقام دولته على أسس من الدين الحنيف.. وعلى أساس من العلم الذي صارت له العناية والرعاية منذ ذلك الوقت.. وهو ما درجت عليه الدولة السعودية حتى صارت إلى ما صارت إليه من علو الشأن والمنعة والتقدم العلمي.. مما دفع بالتطور إلى مداه مما نراه ونعيشه اليوم.. ومما سوف نرى وترى الأجيال القادمة المزيد منه بحول الله وقوته.. وما هذه الأعداد الكبيرة من الشباب ممن يتلقون العلم في أرقى الجامعات في جميع أنحاء العالم ومثلهم ممن ينالونه.. وبالقدر نفسه من خلال تلك الجامعات المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.. وفي شتى المجالات والتخصصات إلا الدليل الأكبر على ما حظي ويحظى به التعليم من الدعم السخي.. والذي تجلى فيما تم اعتماده في ميزانية هذا العام.. والذي بلغ مائة وخمسة وخمسين مليار ريال.. وهو خير دليل على مدى عناية الدولة بالتعليم في شتى صوره ومراحله.
مسيرة حثيثة لا تعرف التوقف.. من نجاح إلى نجاح أكبر في سباق مع الزمن.. لبلوغ أسمى الغايات والأهداف.. وها هو العالم بأثره يقف خير شاهد على ما صار من تطور ليس في مجال التعليم وحده.. بل في شتى المجالات.. وليأتي تكريم خادم الحرمين الشريفين والإشادة بدوره ونجاحه في تحقيق أماني شعبه.. من العالم بأثره كما في مثل ذلك التكريم الذي يحظى به بين الحين والآخر في المحافل الدولية.
وليحفظ الله هذا البلد من كل مكروه.. وليحفظ خادم الحرمين.. وسمو ولي عهده.. ويمد في أعمارهما ويمتعهما بوافر من الصحة والعافية.. إنه سميع مجيب.
a-n-alshalfan@hotmail.com