تناقلَ الناس عبر المواقع الإلكترونية خبر إلغاء نظام ساهر والذي هو محض افتراء وكذب.. بل إن المصادر تكذب على ولاة الأمر وعبر مواقع إلكترونية سعودية لا تتثبت من الخبر.. ولكن لماذا؟ إن الإشاعة لها أسباب كثيرة منها: الرغبة في إيذاء المُشاع عنهم سواء أكانوا أشخاصاً.. أم جماعات.. أم أنظمة ودولاً، فليست الإشاعة تُؤخذ على أنها ترفيه بريء وكذبه بيضاء.. بل هي علمٌ يُدرس وتنتهجه بعض الجهات لعدة أسباب: إما للنيْل من أحد.. أو لجس ردة الفعل لدى أصحاب العلاقة.. أو للحرب النفسية والخديعة.. ويطبقه الأشخاص بشكل عفوي للاستفادة الشخصية البحتة.. أما الدول ومن في حكمها.. فهو أسلوب من أساليب الإدارة التي ربما تلجأ إليها من ذلك: زعزعة الأمن والاستقرار في البلدان المستهدفة.. (وهل نحن غير ذلك؟)، إن الجبهة الداخلية وتماسكها واجب ديني ووطني.. أما عزف سيمفونية الظلم والاستغلال ورفض التشريعات التنظيمية الجديدة.. فليس من العدل والحرص على الصالح العام.. وإن كان هناك تقصير فيُناقش التقصير.. ولا يُناقش النظام الذي قُصد منه تنظيم شؤون الحياة.. فمثلاً: نظام ساهر وضع لوقف هدر الدم والمال.. وإن كلَّف البعض المتساهل.. فمن يشكو حالته المادية ويُخالف ويتشكَّى بأن ماله يستنزف بغير حق فهو الجاني.. وليس من يريد حماية باقي المواطنين والمقيمين الملتزمين بالنظام.. ويهمهم أن لا يكون بلدهم فوضى ويُنعت بأنه مُتخلف لا يحكمه نظام.
إن مقاومة التغيير الإيجابي هي السلبية بعينها ونشر الإشاعات ضد من يمثل القرار وتخوينهم بلا أدلة وإنما لبثِّ الفتنه من قصد.. أو من غيره لهو الشرر الذي يُوقد الفتنة لعنَ الله موقظها.
إن الوطن بحاجة لتكاتف الجميع للرقي به والنهضة به إلى المستويات المرجوة.. فالمواطن والمسؤول يجب أن يكون نصب عينيهما الحفاظ على المكتسبات الوطنية وتنميتها وتشجيعها والعمل لها.. وليس ضدها.