فاصلة:
((شعاع الشمس لا يخفى ونور الحق لا يطفى))
- حكمة عربية -
هناك بعض الأمور الذي تفوق قدرة عقل المرء على استيعابها، وتبرز أكثر من علامة استفهام وأكثر من علامة تعجب.
حين تخسر طبيبة عمرها 43 عاماً قضيتها ضد والدها الذي يمنعها من الزواج وتصبح مطالبتها بنزع ولايته عقوقاً بوالدها وتتحول من طالبة حق إلى متهمة، يصبح من الجنون أن نفهم آلية هذا الحكم وعقلية القاضي الذي قضى به.
الطبيبة التي تعيش في إحدى دور الحماية الاجتماعية منذ 10 سنوات، نتيجة تعرضها لعنف أسري، أيضاً حكم عليها بإلزام إعادتها لوالدها.
بعيداً عن العدالة التي من المفترض أن تتوفر في القضاة وقريباً من الإنسانية وتعاليم ديننا كيف يمكن للمتضرر أن يعود إلى منبع الضرر؟
وكيف يمكن للتهمة بالعقوق أن تلتصق بطبيبة عانت العنف والتعذيب من والدها وتملك من العلم ما تستطيع به أن تفرق بين الخطأ والصواب في عمر تجاوز مرحلة الطيش؟
إلا أن تكون امرأة سعودية صبغ المجتمع على ولي الأمر تقديساً تنهار أمامه كل المعطيات المنطقية ويغيب أمامه العقل.
الوالد المسكين لديه بنات أخريات واحدة منهن مختفية منذ ثمان سنوات ولكن هذا لا يعبأ به القاضي فهو لا يدرس المعطيات أمام قدسية ولي الأمر.
حين تقول الطبيبة للصحف: (خرجت من تحت الساطور فكيف أعود للموت والتعذيب مرة أخرى؟! كيف أعود للعذاب النفسي والجسدي)؟! فكيف يمكن أن تكون عاقة؟!
المفارقة أن والد الطبيبة وإخوانها قبل عشر سنوات حلفوا للقاضي بالقرآن بعدم التعرض لها ورغم ذلك تعرضت للعنف الشديد والإهانة والتهديد بالقتل.
لا أعلم كيف للقاضي أن يثق بمثل هكذا معنفين؟
ويصبح الحلف بالقرآن هو رادعهم بينما لو فكر القاضي قليلاً فلو كانوا يدركون آيات الله ويفهمونها لما عنفوا الفتاة وعذبوها!
بالله عليكم هل ما قرأناه في الصحف عن طبيبة المدينة واقع أم مشهد من عصر الجاهلية. حين توؤد النساء في الكبر وليس حين خروجهن إلى الحياة.