لم تعد حكومة نتنياهو تُخفي ما تريد أن تفعله في القدس؛ فكل أعضاء الحكومة الإسرائيلية الحالية، بل كل المنخرطين في الفريق السياسي الصهيوني لا يخفون أنهم لا يمكن أن يفرطوا بما حصلت عليه إسرائيل، وإنْ كان عن طريق الحرب، وهو إكمال السيطرة على مدينة القدس؛ ولهذا فإنهم لا يمكن أن يتراجعوا على اعتبار القدس (العاصمة الموحَّدة) لدولة إسرائيل.
ولأن من أقاموا إسرائيل لم يركنوا إلى الأمنيات ووضع المخططات المبنية على الأحلام والأفكار فحسب، بل قرنوا كل ذلك بالتنفيذ العملي الذي لا يقبل التأخير، فقد عمل الإسرائيليون منذ احتلال القدس الشرقية على ترجمة شعار القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، وهكذا ففي اليوم التالي لانتهاء حرب حزيران 67 بدأ الإسرائيليون مخطط تهويد القدس التي أُخضعت للسرقة والتهويد والاغتصاب والاستيطان الذي يطوقها من جميع الجهات بأساليب متجددة ومبتكرة حتى أصبحت منطقة القدس، وبخاصة مدينة القدس الشرقية، مستباحة للصهاينة من مستوطنين وخارجين على القانون، حتى (القانون الإسرائيلي) الملتوي، الذي دائماً ما يلوي العدالة إلى صَفّ الإسرائيليين، وُظّف لإكمال عملية سرقة وتهويد القدس، التي تتسارع إلى مستوى أغضب حتى حلفاء إسرائيل مثلما حصل عند هدم فندق شبرد التاريخي في القدس.
عمليات القضم المستمرة، وهدم منازل المواطنين الفلسطينيين المقدسيين، وبناء أحياء استيطانية مكانها، وتطويق القدس الكبرى بمستوطنات متشابكة، جميعها تهدد بضياع المدينة المقدسة.
ولهذا فإنه تجب مساندة المقدسيين والشعب الفلسطيني للدفاع عن القدس، وتسخير كل الإمكانيات لتعطيل المخططات الصهيونية لابتلاع هذه المدينة الرمزية والمهمة، ليس للفلسطينيين والعرب فحسب، بل للمسلمين والعالم أجمع، وبخاصة المهتمون بالتراث والمحافظة على الثقافة الإنسانية.
JAZPING: 9999