أحترم جداً اللبق الدبلوماسي في نهجه، المؤدب في تعامله الذي ينتقي ألفاظه بحصافة تحفظ اعتبار كل الأطراف في أي موقف له أو عليه بإنصاف يحسب لرجولة موقفه، ولكن في المقابل أستاء جداً ممن لا يود مواجهته بما هو كائن في الساحة الشعبية كخطوة تصحيحية لما يجب أن يكون، فالساحة الشعبية سيئة السمعة في جوانب كثيرة منها ولا ينكر منصف أن مما يقال عنها إنها كرّست للعصبيات، وأنها فتحت الباب للتمصلح المادي غير المشروع، وانها مهد مؤسف للإقصاء والتهميش وتقديم من لا يستحق في إنتاجه على من يستحق، وان مما يدور في دهاليزها شاعرات لهن مواهب صناعية بشوارب رجالية، كذلك يتردد أن هناك الكثير من الشعراء قصائدهم ذاتية وهم في شبه غياب عما يدور في مجتمعاتهم من خلال قصائدهم من أمور تحتم الوطنية، ويحتم الضمير الخوض في غمارها ومحاربة أتونها كالإرهاب والمخدرات وغيرها، ولأن الرصد أول خطوات العلاج فلابد من المواجهة لواقع هذه الساحة في بعض جوانبها شئنا أم أبينا - هذا إذا كان جميع من ينتمون إليها في قرارة أنفسهم إيثار متناهي يحفظ لهذه الساحة بعض ألقها الذي فقدت الكثير منه بسبب أنانية وعقوق أكثر أبنائها الشعراء وأقصد الحقيقيين منهم بالطبع - وكما يقول المثل (لا دخان من دون نار
There is no smoke without ashes).
وقفة: للأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن:
ما بقي لي قلب يشفع لك خطيّه
ذوبته جروح صدك والخطايا
صاحبي بالله لا تعتب عليّه
العتب ما عاد تاسعه الحنايا