ماذا بعد اعتراف الشركة السعودية للكهرباء بحالات التلاعب في قراءات عدادات قياس استهلاك الكهرباء، التي ظللنا نشير لها ونحذر منها؟! هل يكفي أن تعترف الشركة؟! هل يكفي أن تعرض التسوية المتضمنة تعويض المشتركين المتضررين من التلاعب؟!
هل يكفي أن تحيل موظفيها المتورطين بالتلاعب إلى التحقيق، تمهيداً لإصدار عقوبات تتراوح ما بين الإنذار والحسم من الراتب والإبعاد؟!
أكيد أن كل ذلك لن يكفي. كما لا يكفي أن يتم تعويض أولئك الذين تقدموا بشكاوى تفيد بقراءات غير صحيحة فقط، وإنما لابد أن يتم تعويض كل الآخرين الذين كانوا يشكون في القراءات ولم يكن أحد يستمع إليهم أو ينظر إلى شكاويهم.
لن أقلل هنا من شجاعة الشركة، واعترافها بفساد واضح وكبير في قراءة العدادات، لكنني في نفس الوقت، لا أريد أن يكون هذا الاعتراف مجرد ذر للرماد في العيون لفترة، ثم تعود حليمة لعادتها القديمة، لأنه إذا حصل ذلك، فسننفض الرماد، ونعود مضطرين للكتابة مرة ومرات عن هذا التلاعب.