|
الجزيرة - الرياض :
افتتح معالي الدكتور ناصر بن عبد العزيز الداود، وكيل إمارة منطقة الرياض نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز مستشار أمير منطقة الرياض.. ورئيس اللجنة التنفيذية لجائزة الأمير سلمان لشباب الأعمال، ملتقى القيادات الشابة الذي أُقيم بمبادرة من جائزة الأمير سلمان لشباب الأعمال بالتعاون مع لجنة شباب الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، يوم الثلاثاء الماضي.
وانعقد الملتقى بحضور رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية سعادة الأستاذ عبد الرحمن الجريسي.. والأستاذ فهد الثنيان رئيس لجنة شباب الأعمال.. وعدد من الحضور، وألقى الدكتور ناصر بن عبد العزيز الداود كلمة نوه فيها بسعادته لافتتاح ملتقى القيادات الشابة الذي يُمثِّل أحد المنابر الهامة في تعزيز القيادة الشابة وبثقته الكبيرة بأن شباب المملكة قادرون على تحقيق طموحات البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - يحفظهم الله - ولا سيما أن بلادنا تعيش نهضة مباركة شملت جميع المجالات وكافة المستويات الاقتصادية والحضارية.. وأن على شبابنا أن يكون طموحاً مبادراً في حمل شعلة العمل والإنتاج مرتكزين على مفهوم الإبداع والابتكار.
وقال معالي الدكتور: لا شك أن جائزة سيدي الأمير سلمان لشباب الأعمال إنما تمثل محفزاً لإنتاج وتطوير مشاريع الشباب السعودي، وتسعى لتعميق التجارب وفق أسس عملية تؤدي -بإذن الله- إلى إيجاد مشاريع واستثمارات تأخذ بأفضل الطرق والأساليب الحديثة.. فالشكر لسمو سيدي على مبادراته المستمرة.
وأكد أن العمل الصحيح والنهج السليم وعدم استعجال النتائج يسهم في نضوج المشروع واكتمال مقوماته.. ولعل من المهم أن يرسم الشاب والشابة مشروعه وفق خطوات ثابتة وبما يتوفر من إمكانيات والاستفادة من جميع العوامل المساعدة سواء تمويلية أو تنظيمية أو تسويقية، ونوه إلى فخر الوطن بأبنائه الطموحين.. وأن المملكة فيها الكثير من الفرص المهيأة لإبداعات الشباب وابتكاراته وعلى قدرة الشباب -بإذن الله- على العمل وتحقيق الأهداف والمشاركة في مسيرة التنمية التي تعيشها البلاد.
وفي ختام كلمته وجَّه الشكر لأمانة جائزة الأمير سلمان لشباب الأعمال ولجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض على تنظيم الملتقى.
اكتشاف الفرص وابتكار المنافذ
وألقى الأستاذ عبد الرحمن الجريسي رئيس مجلس غرفة الرياض كلمته بهذه المناسبة التي أكد فيها أن الشباب هم عماد هذا الوطن في ظل قيادته الحكيمة.. وأنهم أمله في المستقبل.. وبعد ذلك توجه للشباب قائلاً: إن العالم اليوم لم يعد كما هو بالأمس، أصبح أسرع حراكاً، وأكثر تزاحماً على الموارد، وهو ما يتطلب عملاً غير تقليدي، في اكتشاف الفرص وابتكار المنافذ التي تحقق الطموحات، ثم ألقى رئيس لجنة شباب الأعمال بالغرفة وعضو مجلس الإدارة فيها الأستاذ فهد الثنيان كلمة توجه فيها بالشكر للرعاية الكريمة لهذا الملتقى المبارك.. وبعد ذلك أشاد بطموح شباب هذا الوطن وحرصهم على تطوير أنفسهم بما يخدم بلدهم.. ثم أضاف قائلاً: إن جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز لشباب الأعمال وبما حققته من نجاح تشكل أهمية كبيرة للشباب اليوم، فهي إحدى صور التكريم الراقي للأفكار والمشاريع، وهي تحمل اسماً غالياً علينا جميعاً اعتدنا منه كل الدعم والمؤازرة، وأجدها مناسبة لأتقدم بالشكر والتقدير للقائمين على الجائزة، فجهودهم ملموسة ونتاجهم غزير، ثم ألقى بدر العساكر الأمين العام للجائزة كلمة أشار فيها للرعاية الكريمة لهذا الملتقى المبارك ولمبادرة الجائزة واللجنة لإقامة هذه الفعالية وأنها تبرز جانباً مهماً بخبرات شباب الأعمال التي لا بد من إظهارها ليستفيد منها عدد كبير من شبابنا وبناتنا بالإضافة لإظهار جيل من شباب الأعمال يستحق الظهور في ظل اقتصار الظهور على رجال الأعمال.
تجارب قيادات شابة
وتحدث في الجلسة الأولى للملتقى المهندس بندر الحميضي عن بدايته التجارية من عام 96 م في ظل أسرة متأصلة في تجارة الساعات والمجوهرات.. وبيَّن أن الشركات المساهمة كانت تستهويه وملهمة له، وركز على أن القائد المتميز إذا نجح فهو بالتأكيد سيخلق ممن يعملون معه أناساً ناجحين مقدرين لحجم المسؤولية ويكونون حافزاً له ليحقق نجاحه، وأضاف: إن القائد الناجح هو الذي إذا حصل على المعلومة في مجال عمله يحللها ويستفيد منها.. ثم تحدث المهندس طه حسين الغامدي «المدير التنفيذي لشركة لكزس السعودية» عن دور الأسرة الكبير في صقل موهبة القيادة لدى الإنسان التي هي هبة من الله، متناولاً تجربته في العمل في اليابان.. وأكد على أن الشاب السعودي متى ما أُعطي الفرصة سيكون متفوقاً على الياباني.. ولكن الشعب الياباني يتميز باحترام الوقت واستغلاله بشكل جيد.. وهذا سر نجاحهم.. ثم ذكر أموراً تعلمها من حياته تسهم في جعلك قائداً ناجحاً.. وهي أن تعرف إمكاناتك.. وكيف تستفيد من قدرة الآخرين.. وأن تجعل لك رؤية واضحة.. وأن تجعل من نفسك قدوة لمرؤوسيك.. وأن تبني لك قاعدة جماهيرية.
واستمع الحضور للفارس الثالث في الجلسة الأولى الأستاذ عدنان الخلف مدير الشركة العربية للعود الذي تحدث عن أن الأساس لأي شخص هم أسرته.. وأنه قد استفاد منهم كثيراً.. وذكر أنه قد بدأ الانخراط في سوق العمل من المرحلة الثانوية من خلال كبائن الهاتف المنتشرة في تلك الفترة وتدرج في وظيفته من موظف إجازات حتى صار مشرفاً على الكبائن كلها بعد أن حاز على ثقة ملاَّكها.. ومن ثم ذكر تجربته الثرية مع شركة طويق.. وكيف تدرج من موظف استقبال حتى صار المدير التنفيذي للشركة.. وأوضح أنه لتكون ناجحاً في عملك لا بد لك من ثلاثة أمور وهي: أن تعرف ما هو العمل.. واكسب الآخرين.. ولا تستلم للقدرات والمؤهل.. ومارس العمل بيديك حتى تدرك أبعاده، ثم ذكر نقاطاً يضعها أي إنسان نصب عينيه ليكون قائداً ناجحاً وهي: (أحسن الظن بالله.. وطموحك قرار خاص بك.. وقيّم نفسك).
العزم والإصرار على النجاح
وفي الجلسة الثانية تحدث الأستاذ سلطان المخلفي صاحب مصنع إمداد وتحدث عن بدايته في الوظيفة في أحد البنوك.. ومن ثم كيف انتقل لعالم الأعمال عبر سيارات النقل الثقيل.. ثم تحدث عن حياته بعد الحادث الذي أجلسه على سرير المرض قرابة العامين.. وكل ذلك لم يقتل فيه العزيمة والإصرار والذي جعله بعد ذلك أسيراً لكرسي متحرك.. وأكد أن عزيمته وإصراره جعلاه يذلل كثيراً من الصعاب التي واجهها وذكر أن هناك عوامل ساعدته بعد توفيق الله سبحانه.. وهي: دراسة السوق والعزيمة على تنفيذ المشروع.. والإشراف المباشر على عملك.. وأشار إلى أن روح التحدي الموجودة لديه هي التي جعلته يتجه لهذه الأعمال.
ثم تحدث الأستاذ سعود الحربي صاحب شركة جولة السياحية عن بدايته في عام 2004م عندما عمل بائع أحذية في إحدى الشركات الكبرى بالرياض، وكيف بدأت فكرة شركة جولة بالصدفة عبر قرض مالي من أحد الأقارب وسيارة (جي أم سي) بقرض من والدته، وأنها لاقت نجاحاً لم يتوقعه، ومن ثم تحدث عن الصعوبات التي واجهته، خصوصاً أن الناس لم يستوعبوا ما يُسمى بالثقافة السياحية، وأكد أن العزيمة والإصرار يُساعدان المرء في التغلب على كثير من الصعوبات التي تواجهه وأن السياحة هي ثقافة بالمقام.
حسن استغلال الفرص
وفي الجلسة الثالثة تحدث الأستاذ فراس القاسم المدير التنفيذي لدار موجة عن بدايات شركة دار موجة.. وأوضح أن الإنسان قبل أن يكون قائداً لغيره يجب أن يكون قائداً لذاته.. وهو يرى أن نجاح القيادات الشابة يتمحور حول عدة نقاط، تتمثَّل في الرؤية والطموح والإصرار والمبادرة والفرصة والظروف، وأن الإنسان الناجح هو من يتحين الفرص ويستغلها أحسن استغلال.. وبعد ذلك تحدث عن عدة أمثلة عالمية من التجارب الناجحة.. ومنها: مؤسس موقع الفيس بوك (مارك زاكريرك).. وكذلك تطرق لأمثلة محلية مثل الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله -.. والشيخ صالح كامل.. واختتم حديثه بالقول إن الإنسان القيادي الناجح هو الذي يجعل مرؤوسيه يجمعون على حبه ويجعلهم يتفانون في العمل محبة له.
وتحدث الأستاذ إبراهيم الشبيلي الشريك المؤسس ل «يوم القهوة».. وقد تحدث عن بداية حياته العملية ومرحلة عمله في مصلحة الجمارك.. ومن ثم فكرة افتتاح «يوم القهوة».. وكيف واجه الصعوبات مع الشركاء الذين كانوا يعولون عليه لنجاح المشروع.. وكيف وجد معاناة البداية.. ومن ثم اضطر للتفرغ التام لمشروعه الحلم - كما يسميه -.. وذكر أن هناك عدة عوامل للنجاح منها: توفيق الله سبحانه, ومن ثم دعاء الوالدين، والإخلاص والمصداقية في العمل ومع الغير، والأخذ بمبدأ التطوير والتدريب، وتقبل وجهات النظر, ودراستها.. وأكد أن القيادة موهبة من الله سبحانه.. وعلى المرء صقل هذه الموهبة.. وكيف أن الإشراف المباشر على عملك ومعرفة تفاصيله بدقة يجعلك شخصاً مدركاً لأبعاد النجاح.. ومن ثم تحدث عن معوقات واجهته.. وهي: الجهل بالنظام.. وتعقيد الإجراءات الحكومية والإيجارات والسيولة وعدم وجود معاهد فندقية.. وختم قوله بأنه يطمح بأن يرى شباب هذا الوطن يمسكون بشتى مناحي الحياة الاقتصادية فيه حتى يكون قوة اقتصادية لا تُضاهى.
وتحدثت الأستاذة أمل السهلي المديرة التنفيذية لمكتب المصممات.. والتي أكدت أن أول صعوبة واجهتها كونها امرأة.. فهناك بعض الأمور التي يرى المجتمع أن المرأة غير قادرة على القيام بالرغم من أنهم لم يتيحوا لها الفرصة.. وذكرت بعد ذلك أن بدعم أسرتها واهتمامها بتطوير نفسها من خلال الدورات والمتابعة والقراءة.. وكذلك الاستفادة من تجارب الآخرين.. كلها عوامل أدت لنجاحها.