كانت الردود هذا الشهر على مقالات (متى تبلغ المرأة السعودية سن الرشد؟) مثيرة. فالقارئ عبد اللطيف يجيب بقوله (حين يبلغ المجتمع سن الرشد العقدي والقيمي. فلا تسيطر عليه العادات والتقاليد البالية) وكانت القارئة واثقة الخطوة حاضرة بفكرها في جميع المقالات وتؤكد أن المرأة الواعية قادمة وبقوة. ومن أنكرها وحاول خداعها بتفوقه عليها فلن يستطيع طال الزمان أو قصر! فالمرأة الواعية ستكون شجرة مثمرة لزوجها وأبنائها ومجتمعها. بعكس المهزوزة سواء كان عدم ثقتها نابعا من ذاتها أو من تسلط الذكر حيث ستكون عبئا على الرجل والمجتمع.
خالد المشيقح يعلق (لماذا لا نقول متى يصل بعض القضاة وأولياء الأمور والمسؤولين إلى مستوى المسؤولية وإنصاف المرأة في قضاياها ضمن الشريعة الإسلامية وليس بالهوى والتقاليد؟ ومشكلة المجتمع السعودي هضم حقوق المرأة وعدم النظر لمطالبها وقضاياها) وهو ما نطالب به ياخالد.
أما القارئ محمد مسلم فهو لم يقرأ المقالات إطلاقا ولكنه علق (تريدين من الفتاة بعد الثانوية الخروج من بيت أبيها للعيش وحدها كما هو معمول به في بلاد الكفر والضلال؟ لقد أصبح هذا الفكر مرفوضا لديهم ،لا حول ولا قوة إلا بالله) وأتساءل: هل قرأتم ذلك في أحد مقالاتي؟ ويشاركه القارئ سائر في الحياة بقوله (أنت تبالغين بقوة وكأنك الوحيدة التي تعيش في الحياة،كل ما ذكرته مجانب للصواب، أنت بنت حمايل، وبنت الحمايل تفتخر وتفاخر بالرجال حولها، لأنهم عزوتها) نسي أنني كاتبة ولست بنت جيرانهم! الكتابة همّ ورسالة ومسؤولية وتوصيل صوت ولا علاقة لها بالشخصنة والحمايل! وليس بعيدا عنهم القارئ صالح العبد الرحمن التويجري يقول: (نصيحتي للهويريني ألا تتهور ولتعلم أن القراء ليسوا إمعات ولا تنطلي على أولي الألباب بعض العبارات، وإن أمثالها كثر، وحقوق المرأة في هذا البلد أعطيت لها من فوق سبع سماوات وليست من منظمة عقوق الإنسان والمرأة (هكذا كتبها) فهي معززة مكرمة حتى ولولم تعمل بجانب الرجال، وقد عجز الكتاب عن إخراجها من عزتها ورفعتها فكيف بالكاتبات أمثالك ( يقصدني) فاللهم من أراد ببناتنا وزوجاتنا السوء فاشغله بنفسه سواء كاتبا أو كاتبة! هذا نموذج من القراء الإقصائيين لا نريكم إلا ما نرى!
أما الكاتب والمؤلف البارع أسامة الزيني يقول ردا على السؤال: (تبلغ المرأة الرشد عندما يبلغه الرجل، فالأصناف التي ابتلينا بها، لم تبلغ بعد سن الرشد. فبعض الرجال يتصرفون وكأنهم أطفال بشوارب وعضلات مفتولة ! وفرصة المرأة العربية مشاهدة أحد أطوار المخلوقات التي تلي الرجل الحقيقي في سلم الترتيب الطبيعي، وهي مرتبة ما قبل الإنسان، وبعض فصائلها لها قرون حادة مدببة مثل قرون الثور، وبعضها له أنياب كالثعابين السامة التي يطبق أحد فكيه على الزوجة المسكينة حتى تلفظ أنفاسها، وهكذا. ومن حسن الحظ أن كثيرا من النساء يتمتعن بقدر من الذكاء يمكنهن تحاشي عضات ورفسات هذا الطور من المخلوقات).
القارئ الأبلج يقول (بعض المعلقين يظنون أن المهر ثمن عبودية الزوجة وأقترح عليك في المرات القادمة أن تضمي بعض التعليقات التي نالت منك شخصيا لقائمة الاضطهاد الطويلة التي تتعرض لها المرأة، فالاضطهاد حتى في الرأي! يريدون تكميم أفواه النساء. ونحن نحسبك على خير ونعلم أنك لست من دعاة الفتنة. وتؤيده القارئة غرام بقولها (أرأيت غضب الجاهلين وخوفهم من المرأة حين تأخذ حقوقها؟ وغضبهم من النساء وكتابتهن، فهم يكلفون أنفسهم بالتعليق ليحجموا قلمك ورأيك. لو كان الأمر بأيديهم لمنعوا كل النساء من الكتابة ليبقى الحال على ما هو عليه. والأمل في الله ثم بالكاتبات ليوصلن أصواتنا. وهناك الآلاف من النساء معك ويساندك بكل كلمة قلتها).ومثلهم القارئ البحيران (بعض التعليقات أسقط في يدها وبدأت تتخبط وتحور الموضوع مما يدل على وجود عقول مؤدلجة لا تختلف عن آلة الرد الأوتوماتيكية فمهما كان الموضوع وظروفه يحملونه نفس الرد، قاتل الله التعصب والتطرف! فالمرأة الطموح المشجعة لأبنائها على العمل تصطدم باختراعنا المتخلف (موافقة ولي الأمر) ليدمر حياتها.ولك الله يا بنت البلد وأتمنى أن تكملن مسيرة النضال من أجل إحقاق حقوقكن الطبيعية في كل المجالات. وأختم بقول القارئ فارس الدهناء (لا فائدة ! ستجلبين كراهية معسكر الذكور، فهم إما لا يفهمون أولا يريدون أن يفهموا. فبعض أصحاب التعليقات لديهم حالة جهل نادرة، فالكاتبة تتحدث عن حالات بعينها، وتتخذ منها أمثلة، وتريد أن تقول: إن غياب القانون أصبح بيئة خصبة للمخالفة، ولا يتعارض هذا مع وجود محسنين، ولم تقل: إننا مجتمع شياطين، ولسنا مجتمع ملائكة) وقد صدق..