إلى آخرهم الثبيتي محمد
الذين مضوا
أجمل الأصدقاء،
عميقاً
عميقاً، إلى باطن الأرض راحوا وما ودعوني
وما قرعوا ردهة القلب يوماً وقالوا: وداعاً، وداعاً
تركوني وحيداً
أعاني الشقاء
لماذا مضوا في الحياة سراعاً
كما يمضي السهم
كما يعبر الغيم، رهواً شفيقاً
كما يسقط النجم
وما قال لي واحدٌ منهم إننا..
راحلون
وفيك البقاء (!!).
لماذا مضوا دون أن (يوعدوني) ثانية
في اللقاء
* * *
لماذا مضوا يحملون أكفانهم البيض
والصدق
والحق
والنبل
والطهر، كل النقاء
لقد رحلوا واحداً واحداً
يا لهذا الشقاء
يا لهذا الشقاء
ايه مضى
عبدالله السلوم
وغابت بعيني كل النجوم
مضى
حوران
فرحان
سلطان
حامد
مضى من حياتي فرج
غاب عبداللطيف العرج
مضى (أبا محرز) الشهم
فاختلطت في حياتي الأمور
مضى.. عبدالله نور
عيسى ابن عصفور
و(عدنان) الذي صاح بأعلى الدرج
سلامٌ عليك بلادي
إذا كان (هذا هو البرلمان) عليك الفرج
أخيراً يموت الثبيتي
لكي يلحق القافلة
لم يقل لي وداعاً
وقد كانت الشمس في أوجّها آفلة
ف(صليت) وحدي عليه صلاة الغياب
والحقت تلك الصلاة من بعدها..
نافلة
وقلت سلاماً على آخر الشعراء
على أروع الأصدقاء
سلاماً على روحك الحافلة
بكل الجمالات
كل البهاءات، كل النقاء الشديد
سلاماً إليك
سلاماً عليك
سلاماً إلى عتمة القبر إذ تحتويك
سلاماً على أحرفك الجافلة
من الظلمات الرهيبة والموت
سلاماً
سلاماً
سنلحقك الآن، أو هو غداً
أو ربما بعده.. إننا غافلون
بهذي الحياة
بل هي أيا أجمل الراحلين
بنا غافلة