فاصلة:
(من يجهل أن فراشه قاس، ينام نوما عميقا مريحا)
- حكمة عالمية-
كشف الدكتور جمال الطويرقي، استشاري الطب النفسي في مستشفى الحرس الوطني بالرياض، أن معدل الاكتئاب لدى السعوديات يتراوح بين 15 إلى 20 في المائة، مستندا إلى أحدث دراسة بهذا الشأن، وهناك امرأتان مكتئبتان مقابل كل رجل واحد مكتئب، أي يأتي تعرض النساء للاكتئاب بنحو الضعف ربما هذا ليس بالخبر المثير فمنظمة الصحة العالمية تؤكد أن نسب الاكتئاب متقاربة عالميا بين النساء في مجتمعاتهن لكننا نتميز عن نساء العالم بأسباب مختلفة للاكتئاب فنساء العالم لديهن أسباب تختلف عن أسباب إصابة النساء لدينا بالاكتئاب!!
حتى مرض القولون العصبي الذي يعتبر حالة شائعة عالميا، فإن نسبته تزداد بين نساء الخليج نتيجة لتأثير عاداتنا الاجتماعية، وشعور أغلبية النساء بالكبت والضغط النفسي والقهر.
ستقولون السعوديات اليوم أخذن حقوقهن فهن يحصلن على أرفع الدرجات العلمية ولديهن مناصب مرموقة في العمل ودلائل أخرى كثيرة.
والواقع يقول رغم كل الخطوات الإصلاحية التي تسعى إليها الجهات المسؤولة عن مستقبل النساء كمواطنات إلا أن المرأة تعاني من عدم التعامل معها كإنسان كامل الأهلية سواء في البيت أو المجتمع ولا زال الرجل يمنعها من حقها في التعليم والعمل بوسائل مباشرة صريحة كالعنف أو غير صريحة كاستخدام النكد وعدم التعاون لتدخل المرأة في دائرة صراع نفسي طويل.
الطفلة التي نشأت في بيئة لا تحترم إنسانياتها واعتادت ألا تطالب بحقوقها المشروعة تخرج من هذا المنزل هشة ضعيفة إلى بيت زوج معنف لا يختلف عن عنف والدها أو إخوانها ولذلك تصبح فريسة للاكتئاب.
والاكتئاب ليس سهلا فهو المرض الأول عالميا وحين تكتئب النساء في أي مجتمع فهذا يعني اكتئاب أجيال قادمة فمن الذي يربي الأطفال سوى الأمهات؟
الكرة في مرمى الرجل، فإذا اعتقد أن الرجولة تكمن في قهر النساء فهو يحكم على خسارة مجتمع بأكمله.
لأن نساء الماضي في تاريخنا الإسلامي أنشأن رجالا ليس لأنهن يملكن عصا سحرية بل لأن المجتمع في الماضي كان يحترم المرأة ويعتبرها عماد المنزل فلا يهينها أو يقلل من شأنها.
أما اليوم فما نشهده من قصص تعنيف النساء قد يعيدنا إلى زمن الجاهلية.