الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها العديد من الدول تعكس تعاملاً بأسلوب ينبع من الأهداف التي انطلقت من أجلها تلك التظاهرات والاحتجاجات.
في فرنسا لا يكاد يمر أسبوع دون أن تشهد إحدى المدن الفرنسية تظاهرة، أما لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية، وحتى لأسباب سلوكية وأخلاقية، فالفرنسيون كثيراً ما يحتكمون إلى الشارع لإقناع ساستهم بوجهة نظرهم، إلا أنه ومع كثرة تظاهراتهم لم نر إلا ما ندر قيام المتظاهرين أو المحتجين بنهب مخزن للأغذية أو مجمع لبيع بضائع التجزئة ولا سرقة محتوياته ليتحول المتظاهرون إلى لصوص. قد تحصل مواجهات بين المتظاهرين والشرطة في البلدان الأوروبية وحتى الآسيوية ويتم إحراق عربات للشرطة، أما أن يتحول المتظاهرون إلى «حرامية» فهذا لم نره إلا في البلدان العربية. فما حصل في مصر سلوك مشين لا يمكن أن يقبله المصريون الشرفاء، إذ إن التخريب والترويع والحرق والنهب الذي رافق مظاهرات الاحتجاج في مصر، جعل كل المصريين خائفين على مصير بلادهم التي يريد حفنة من اللصوص اختطافها. ومثلما ظهر عدد من المثقفين والكتاب والصحفيين المصريين على شاشات المحطات الفضائية وهم يتساءلون عن جدوى ومعنى حرق ونهب المؤسسات العامة التي هي ملك لمصر.. كل مصر، وليس لحزب أو لشخص مهما علا مركزه في الدولة أو سلطته، فالذي يُحرق ويُدَمر هو مِلكٌ للمصريين جميعاً، أما ما يُنهب ويُسرق من ممتلكات المواطنين العاديين والمتاجر والمحال، فهذا أسلوب مقيتٌ يروّع الشعب المصري ولا يخدم قضيته كما يدعي من يقود هذه الاحتجاجات.
JAZPING: 9999