أتاني يذرف الدمع فسألته ما بك تبكي؟ قال اقترفت ذنباً وأحس بتأنيب الضمير والندم على ما فعلت، ولم أسأله ماذا وإنما هنأته بذلك، قال: وكيف تهنئني؟ قلت له: إن الله يحب المذنبين التائبين والآن أمامك التوبة إلى لله سبحانه وتعالى، إذ قال: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (110) سورة النساء.
كما قال- صلى الله عليه وسلم-: (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)، وقال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم).
إن الندم والإقلاع عن الذنب هما كفارة التوبة، وفي الحديث (التوبة تجب ما قبلها) وهذا ما أكده لنا الله في كتابه، ورسوله في أحاديثه، وما من مخلوق إلا وارتكب ذنباً، فمنهم من استغفر ربه ومنهم من تمادى بذنوبه.
إن التوبة والندم والإقلاع عن الذنب أساس المغفرة، وقد رغب الإسلام في التوبة لمن اقترف ذنباً وندم وعزم على ألا يعود إليه.
والتوبة ليست بالأمر الصعب الذي يحتاج إلى مراحل معقدة أو تتطلب جهداً وتعباً أو واسطة بينه وبين ربه، إنها مسألة ميسرة لكل مذنب، ولا تحتاج إلى أن يعذب المرء نفسه أو ترتكس روحه.
إن المذنب المسلم لا يحتاج أن يذهب إلى كاهن أو كرسي اعتراف أو صك غفران يمنحه القسيس بموجب تعليمات الكنيسة ولا توصد أمام المسلم الأبواب.
إن الإسلام لا يسلك المسالك الشائكة لكي يغفر الله الذنب.
قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (222) سورة البقرة.
فالآن يا أخي المسلم ليس أمامك إلا أن ترفع يديك إلى بارئك وتستغفره وتقلع عما فعلت وتندم ندماً شديداً ليفرح بك الله ويغفر ذنبك ويحول بينك وبين قذارة الإثم.
يا أخي إنها سماحة الإسلام الذي تميز به عن الأديان الأخرى وابتهجت أسارير صاحبي وفرح بما سمع وانصرف وهو يحمد الله.
مقدم- متقاعد- الرياض