اطلعت على ما نشرته صحيفة الجزيرة في عددها ذي الرقم 13999 الصادر بتاريخ الأربعاء 22صفر1432هـ عن زوجين قدما إلى ربهما في يوم واحد وصُليَ عليهما في وقت واحد وتجاورا في القبور ومن المؤثر جدًا في مثل هذه الحادثة أنني قرأت في ثنايا الخبر أنهما يدعوان الله عزّ وجلّ أن يقبض أرواحهما في وقت واحد ليرافقا بعض في الحياة وفي الممات وكنت قد سمعت بهما بين الأهل والأحبة قبل نشر خبرهما عبر الصحيفة، فقلت في نفسي: عجيب ذلك الوفاء النادر وجوده في هذا الزمن، عجيب هذا الوفاء القليل، عجيبة تلك الأمنية، عجيب هذا الطلب، إنك وأنت تسمع بمثل ذلك تدمع عيناك ليس ترحمًا عليهما فقط، وإنما أيضًا لعظمة ذلك الوفاء وهي همسة في أذن الزوج الكريم: كن وفيًا مع زوجتك؛ الحنونة الرءوم، الحنونة الكريمة، المعطاءة الصادقة الوافية الوفية الخلوقة الأديبة الأريبة المحتشمة المصلية القانتة الصائمة المربية الخاشعة التي تعبت من أجل راحتك وقامت بحقك خير قيام، تنظف وتغسل وتطبخ وتربي، تلك الزوجة التي رعت حقك في مأكلك ومشربك وفراشك، رعت حقك في تربية أولادك، رعت حقك في صلة أهلك، رعت حقك في إعانتك للبر بوالديك، رعت حقك في رائحتك وعطرك وملبسك وزياراتك، رعت حقك مسافرًا وحاضرًا، كما أنها همسة في أذن الزوجة: كوني له أرضًا يكن لكِ سماءً، وكوني غطاءً يكن لكِ لحافًا، وكوني له سترًا يكن لكِ حجابًا، وكوني مطيعة متابعة - إلا في معصية الله -، كوني له كما يحب، كوني متعطرة متزينة متجملة مبتسمة صادقة مؤنسة مؤانسة، كوني عينه التي بها ينظر وقلبه النابض ولسانه الناطق وعقله وتفكيره وخيرته واختياره، كوني مراعية للمشاعر، حافظة للسر، ناسية للماضي مستشرفة للمستقبل، كوني له عطرًا وجمالاً وفراشًا وثيرًا، تجملي بالصبر وتحلي بالأدب، وزيني لسانك بالكلام المعسول وعينيك بالنظرات السحرية ويديك باللمسات المشعلة للحب والصدق والوفاء، كوني خدومًا لا خادمة مطيعة لا أَمَة ملبية لا عاصية وهمسة لهما جميعًا: التصافي، التصافي، التصافي، إنكما بذلك حقًا ستتمنون الرفقة والمرافقة في الدنيا والآخرة وستلتقون في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر -بإذن الله
أحمد بن سليمان العدل – بريدة
.Asa55255@gmail.com