النجاح في القفز على الحقائق والوقائع الموثّقة، وعلى الشواهد الماثلة، لا يعني بأي حال أن الذين يمارسون هذا النوع من الفنون يتمتعون بقدر كبير من الذكاء أو الحنكة بقدر ما يعني أن المتلقي المسكين على أتم الاستعداد للتقبّل والابتلاع وهو مغمض العينين طالما أنها توافق هواه وتطربه..؟!
ذلك أن ثمة الكثير والكثير من الوقائع التي يتم القفز من فوقها سواء بتجاهلها والتعامي عنها كلياً، أوباصطناع بدائل لها ومن ثم الدندنة حولها في سبيل صرف الأنظار عن منابع ومراكز ابتكار الأسباب والمسببات التي تحوّلت مع الأيام إلى مصائب..؟!!
فعلى الرغم من أن الكثير ممن (يلوكون) التساؤلات هذه الأيام عن أسباب التطرف الانتمائي للأندية الذي يشهده وسطنا الرياضي إلى درجة دعم وتشجيع الفرق الأجنبية ضد فرقنا جهاراً نهاراً.. هم من شهود الحال على العديد من الممارسات المتطرفة.. بل الموغلة في التطرف، لعل واقعة منارة المسجد إحداها وبالتالي فمن الطبيعي أن تكون السلوكيات البغيضة من نتاجها.. ثم يأتون ويتساءلون: كيف وأين ولماذا.. فقط من أجل ذر الرماد في العيون وإمعاناً في التضليل، وصولاً إلى هدف رمي تبعات تلك البلاوي على رقاب الآخرين..؟!!
ومثلما مارسوا القفز على تلك الحقائق وما زالوا.. ها هم يمارسون ذات الأساليب التضليلية حول المتسبب الأوحد في مسألة المغالاة في عقود اللاعبين المحليين إلى الحد الذي تجاوز الإمكانات المادية للأندية وتحولها بالتالي إلى معضلة..؟!!
يحدث هذا رغم أننا جميعاً نعلم وندرك من هو صاحب هذه البدعة باعتبارها من المحدثات قريبة العهد.. بدليل أنه هو وتنابلته وأبواقه من الإعلاميين وغيرهم.. ما انفكوا يباهون ويفاخرون إلى أمس القريب جداً بفضله في رفع سقف عقد اللاعب المحلي و(البلهاء) يصفقون...!!!
وهنا تكمن واحدة من أهم وأبرز مسببات تراجعنا إلى الخلف، وأعني بها ممارسة التضليل والمنافحة عن مرتكبي الأفعال الشاذة، بل تمجيدهم..؟!!
لا تأخذوا الحكمة من أفواه (المهابيل)؟!
لا أدري على ماذا استند صاحب مقولة: (خذوا الحكمة من أفواه المجانين)، وأغلب ظني أن له في ذلك فلسفة تخصه وحده.. ولله في خلقه شؤون.
الشاهد: في أعقاب إخفاق أخضرنا آسيوياً، وفي خضم اختلاط الحابل بالنابل، وفي غمرة التباري على تقمص أدوار البطولة، والظهور بمظهر الغيارى، والذي قد يستدعي ذرف بعض من دموع التماسيح..؟!
لذلك استمعنا وقرأنا لمن راهن على اختلاف عطاءات نجوم الأخضر بمجرد عودتهم لتمثيل فرقهم، وأنهم سيظهرون مع فرقهم بشكل أفضل من ذاك الذي جسّدوه على أرض الدوحة..؟!
ولو تمعّنا في عمق هذا القول لوجدناه ينطوي على أمرين غاية في القبح.
- الأول: الطعن في ولاء هؤلاء النجوم لشعار الوطن.. وهذا الكلام مردود إلى نحور أصحابه جملةً وتفصيلاً.
- الثاني: إرهاب هؤلاء النجوم علهم يتخاذلون عن أداء واجباتهم مع فرقهم التي صرفت عليهم دم قلبها، حتى لا يقعوا تحت طائلة تهمة التقصير بحق المنتخب من قبل أصحاب هذه الحكمة الموغلة في (الهبال) وكأنهم يسعون ويدعون إلى فشل الدوري لكي يعم الخراب..!!!
فيا نجومنا: ألقوا مثل هذه الأقاويل (المفخخة) خلف ظهوركم، وأبرزوا قدراتكم في سبيل إنجاح دورينا الذي في نجاحه عزاءً لنا ولكم، وخصوصاً أنكم لن تجدوا (بسيرو) في انتظاركم عند عودتكم لفرقكم.
خارج الرياضة
(الله عزَّ وجلَّ) كرَّم اللغة العربية بأن نزل خاتم الرسالات السماوية على خاتم الأنبياء والرسل سيدنا (محمد صلى الله عليه وسلم) بلسان عربي مبين.
وهذا وأيم الله شرف عظيم اختص به لغة الضاد وأهلها.. هذا عدا أن اللغة العربية هي أغنى لغات العالم دون منازع.
غير أن هذه القيمة العظيمة، وهذا الشرف الكبير، وهذه الخطوة الربانية.. جميعها لم تشفع للغة القرآن بأن تكون في منأى عن عبث العابثين الذين غالباً ما يكونون من أهلها.. مع الأسف الشديد؟!!
وهنا لست في معرض تقديم الكثير من الشواهد على ما تتعرض له العربية من انتهاكات شنيعة.
فقط سأكتفي هنا بالإشارة إلى آخر مظاهر تلك الانتهاكات الذي يتمثّل في احتفاء إحدى قنواتنا (العربية) بآخر الابتكارات في هذا الجانب من خلال عرضها بكل فخر وخيلاء عبر أحد برامجها الصباحية نماذج متعددة من (الأحذية) التي تتكون جميع أجزائها من الأحرف العربية وكأن هذه اللغة ينقصها المزيد من الانتهاكات والتجاوزات المهينة..؟!!
المؤسف أن التصميم والتنفيذ تم بأياد عربية، والعرض بواسطة قناة (العربية)؟!!
بيت القصيد:
رب يوم بكيت منه فلما
صرت في غيره بكيت عليه