عندما يكلف أحد ما خارج وزارة الثقافة والإعلام لتنظيم إقامة معرض تشكيلي حكومي فإننا كفنانين نسمع مالذ وطاب من الكلمات والوعود بالتميز وكريم الاهتمام، وما أن يتم تسليمه الأعمال تبدأ الحقيقة بالظهور بين جاد وصادق لخدمة الوطن وبين متساهل لا يهمه سوى يوم الافتتاح وما يشمله من وجود كبار الشخصيات والتغطيات الإعلامية، أما الفنان -وهو الركيزة ولولا وجود أعماله لم يكن هناك أي تنظيم- فإنه آخر ما يمكن للمنظم أن يهتم فيه، ما حصل في المعرض الأخير بمبنى التعليم العالي حرك قلمي لكتابة هذه السطور، وبصفتي أحد المشاركات لم تصلني دعوة ورقية ولا إلكترونية أو حتى على الجوال من المنظمين، بل وصلني الخبر من الصديقات بالشرقية، وعندما حضرت في الثالثة عصراً بناء على نص الدعوة علمت بأن الافتتاح قد انتهى منذ الواحدة ظهراً! ثم لم يصلني أي اتصال بخصوص شهادة مشاركة أو حتى شكر أو إعلامي بمصير أعمالي؛ مشاعر الإحباط التي مررت بها أجزم بأن الكثير قد مر بها ، ولم يكن ذلك ببعيد عن ما شاهدته عبر تغطية مصورة خاصة لأحد الفنانين المشاركين بالمعرض التشكيلي السعودي المصاحب للأيام الثقافية في تركمانستان، حيث ظلمت الأعمال وأصحابها بطريقة العرض التي كانت في صفوف متكدسة، قد يكون المنظم وقع تحت الإحراج لإتاحة الفرصة للكل ليعرض أعماله، إلا أن ذلك لا يمنع من إيجاد طريقة أخرى مناسبة ولائقة لإبراز الأعمال وإعطاء الفنان حقه من الاهتمام، لذا أتمنى من المسؤولين ممن يرغبون في إقامة فعاليات تشكيلية إسناد العمل لمن هو جدير بإظهاره بالوجه المشرف، قد يكون عمل «Feedback» عبر آراء الفنانين المشاركين عقب كل معرض مهماً حتى يتسنى لهم في المرات القادمة اختيار الشخص المؤهل لتنظيم إقامة المعارض التشكيلية.
Hanan.hazza@yahoo.com