القاهرة - مكتب الجزيرة:
رغم اتفاق صفوف المعارضة المصرية على تأييد مطالب المتظاهرين في ميدان التحرير والعاصمة وباقي محافظة مصر برحيل النظام الحاكم إلا أنهم يعيشون حالة كبيرة من الخلافات والانشقاقات بسبب عدم اتفاقهم على شخص معين يتحدث باسم المتظاهرين أو صيغة موحدة يقومون بالاتفاق عليها من أجل تحديد ملامح خطواتهم خلال المرحلة القادمة كما لم يتفق المعارضون المصريون بمختلف انتماءاتهم على مطالب محددة ونقاط موحدة يجمع عليها الأحزاب وجماعة كفاية والجمعية المصرية للتغيير وعدد كبير من الشخصيات المستقلة. ووصلت الخلافات إلى درجة كبيرة عندما طالب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية د. أسامة الغزالي جميع صفوف المعارضة بالموافقة على طلب د. محمد البرادعي رئيس الجمعية المصرية للتغيير بأن يكون هو المتحدث باسم الشعب المصري داخلياً وخارجياً وأن يقوم هو بالتفاوض مع النظام الحاكم لتحديد الخطوات القادمة إلا أن المجتمعين من صفوف المعارضة وبينهم الأحزاب الكبيرة (الوفد والناصري والأحرار) رفضوا هذا المطلب كما رفضه عدد من الجمعية المصرية للتغير وأكدوا أنه لا يجوز لشخص بعينه أن يتحدث باسم الشعب المصري وأن يقوم بالقفز على ثورة الشباب المصري الذي خرج للشارع للمطالبة بالتغيير، وهو ما أحدث انقساما جديدا في صفوف المعارضة بعد مغادرة المؤيدين للدكتور محمد البرادعي لتدخل المعارضة المصرية فصل جديد من الخلافات.
من جانبهم أعلنت أحزاب المعارضة وبعض جمعيات التغيير وعدد كبير من الشخصيات العامة المصرية عن تشكيل لجنة حكماء تضم ممثلين لجميع الأحزاب والأطياف في مصر من أجل تحديد ملامح المرحلة القادمة ووضع خطوات عملية ملموسة من أجل إعادة الأوضاع إلى الهدوء بعد تلبية مطالب المتظاهرين وكلف المجتمعون بمقر حزب الوفد المعارض د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد بالاتصال بالدكتور أحمد زويل العالم المصري الحاصل على جائزة نوبل والذي سيصل مصر مساء اليوم وإبلاغه بأن يكون أحد أعضاء لجنة الحكماء التي تسعى لتكون لسان الشعب المصري خلال المرحلة القادمة.
إلى ذلك أشار مراقبون أن لجنة الحكماء سيناط بها أولاً نقل مطالب المتظاهرين من الشباب وجميع القوى السياسية إلى النظام الحالي وثانياً التفاوض مع المؤسسة العسكرية المصرية التي تدير شؤون البلاد حالياً من أجل ملامح المرحلة القادمة وأنه يجب عليها طمأنة المؤسسة العسكرية على أن البلاد لن تدخل في حالة فوضى في حال انتقال السلطة بشكل سلمي.