أمة لها جيش بهذا التفاني وهذا الإخلاص، أمة حية لا يخاف عليها ولا يقلق على مصيرها مهما تعرضت من أخطار.
وشعب يمتلك شباباً بهذه الحيوية وهذه التضحية التي تابعناها عبر المحطات الفضائية لا يمكن أن تقلق عليه.
هذا ما أظهرته الأزمة الراهنة التي تعيشها جمهورية مصر العربية التي انتفض شبابها لإصلاح الاعوجاج والانحراف الذي كاد أن يدمر مقومات البلاد، فهب الشباب لدفع الدولة على إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية توقف الفاسدين عند حدهم.
وقد حاول ممتهنو السياسة الذين لا يمكن تبرئتهم مما آلت إليه الأوضاع في مصر، فهم جزء من الجسم السياسي الذي عجز عن معالجة المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي أوصلت مصر إلى الحالة الراهنة استغلال الوضع لكسب الشعب في صفهم، فلم يتركوا الشباب لوحدهم يؤدون مهمتهم لإحداث التغيير، فركبوا موجة التغيير وأخذوا يتسللون إلى ساحة التحرير لتهييج الشباب، وقبل أن ينفض المولد تعاركوا على الغنيمة، فالدكتور البرادعي وحمدين صباحي وأنور وسبعة آخرون أبدوا استعدادهم لتشكيل حكومة وطنية..
هؤلاء الذين ظلوا عاجزين طوال عقود من حشد مؤيدين لهم، وجدوا في حشود ساحة التحرير غايتهم وركبوا الموجة و»تبرعوا» بتشكيل حكومة وطنية..!!
أما الدكتور سيد البدوي رئيس حزب الوفد فكوّن تشكيلة حزبية مع الإخوان المسلمين وأحزاب صغيرة ليزاحموا مجموعة البرادعي.
في خضم انشغال من يحاولوا سرقة انتفاضة الشباب، انهمك الجيش المصري في إنقاذ مصر من الفوضى والاضطرابات وإعادة الهدوء إلى العوائل المصرية التي وجدت الشباب المصري المعين المكمّل لجهد الجيش، فكوّن الشباب من بينهم لجاناً ومجاميع شعبية لحراسة الأحياء والعمارات والشقق والمنازل. شباب وزعوا أنفسهم، بعضهم قضى ساعات الليل، والبعض الآخر يقضي ساعات النهار في تناوب مخلص لحراسة أهلهم من اللصوص والحرامية الذين انتهزوا الفرصة لسرقة مصر مثلما يحاول السياسيون سرقتها.