يوم الخميس من كل أسبوع يتحول بيتي المتواضع إلى مدرسة أو روضة للأطفال إذ يحتشد في هذا المنزل كل أحفادي الصغار.. مصحوبين بأمهاتهم اللواتي يندمجن ب(سوالف) الحريم ويطلقن أطفالهن الأوباش للعبث بكل محتويات بيت الجد بما فيه مكتبته العزيزة وبلا أية رحمة أو هوادة، بل (يتعرمشون) فوق رأس الجد فيعبثون بشعره الأشعث الأغبر كيفما اتفق بل ينتفونه بكل لؤم شديد. أقول هكذا هم أحفادي الأوباش كل يوم خميس.
لكنهم في الخميس الفائت دخلت عليهم وهم يتحلقون حول التلفاز ويضعون خدودهم البريئة بين أيديهم الناحلة. حقيقة لقد فرحت في بادئ الأمر لهذا الأدب المباغت لكن ما أن صهلت بالسلام حتى نط أولهم كالقرد الصغير وقال لي: يا جدو اكتب عن جدة، قلت ولماذا أيها الوغد الأليف قال يا جدو (حرام، شوفها تغرق) تمقعدت بينهم ورحت أتابع التلفاز بحزن ذريع ثم أطفاءت المحطة ونهضت كعمود الخيزران الغليظ وقلت: دونوا ما أقول في أذهانكم وقبل أن تولدوا أتذكر مثلاًُ أنه:
أولاً: تولى محمد فارسي في عام 1979م شبكة للصرف الصحي بتكلفة نصف مليون ريال.
ثانياً: تولى (نزيه نصيف) في عام 1999م وقال سلمنا هذا العام (16) أمراً للمقاولين وسوف ينتهي العمل فيها خلال عام واحد!! ولم ينفذ.
ثالثاً: تولى عبد الفتاح فؤاد في عام (2001م) شبكة للصرف الصحي بتكلفة 8 مليارات ريال ولم ينفذ.
تولى عبد الله المعلمي عام 2002 وقال لدينا 60 مشروعاً لتصريف المياه بتكلفة مليار ريال.
تولى الأمانة عادل فقيه عام 2007م وقال سيتم القضاء على بحيرة المسك خلال (9) أشهر ولم يتمّ ذلك!!
أخيراً ها هو الدكتور حسين البار عضو المجلس البلدي في جدة يقول إن إنجاز مشروعات التصريف تحتاج إلى ثمانية أعوام وبتكلفة تصل الى (3000 مليون ريال) لكن وزارة المالية لا تعطي سوى (300) مليون ريال.
وبعد أن صمت قال لي الأطفال أين ذهبت هذه المليارات. قلت لربما جرفتها السيول!!