فاصلة:
((حيث الحرية هناك الوطن))
-حكمة لاتينية -
في المشهد العربي اليوم لا بد أن نطرح تساؤلا لكل ما يحدث
كيف تتكوّن ثقافة العنف في المجتمع ؟ولماذا انتشر كل هذا العنف؟
إن أية ثقافة تقوم على رفض الآخر، والانغلاق، والقهر والقمع لن تكوّن إلا ثقافة للعنف، والفرد العربي الذي أصبح ضحية للعنف كان يرزح تحت القهر الاقتصادي والسياسي لفترة طويلة حتى أصبحت علاقته بمجتمعه مغلّفة بالإحباط مما جعل ثقافة العنف تصبح جزءا طبيعيا في حياته.
الذي يحدث اليوم في المشهد العربي هو ظهور مجتمعات عنيفة لم يستطع الفرد أن يتحمل قمعها فأصبح يصدر العنف الداخلي للخارج.
هذا العنف الاجتماعي يجعل الفرد كأنه مارد خرج من القمقم ولن يعود، وأكثر ما يظهر عدوان الفرد في مجتمعه هو خروجه على القانون، فالشخصية المفككة التي أصبح العنف جزءا منها لم تعد تثق بالقانون ولم يعد يمثل لديها القوة والأمان بل خوفها من العنف يدفعها إلى اختراقه واستباحة كل الممنوعات.
إن المجتمعات التي انتشرت فيها ثقافة العنف بحاجة إلى إزالة الأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع الإنسان إلى تبنّي خيارات عنيفة وسلوكيات عدوانية في علاقاته مع الآخرين، وعلاقته بمجتمعه التي أصبحت مشوهة في ظل غياب العدالة والأمن.
فعندما تضطرب القيم والمفاهيم لدي أي مجتمع من المجتمعات تبدو الفوضى والعبثية هي السائدة، ويسود الخوف حين يصبح الإنسان مهدداً في حياته بأكملها.
ومن هنا فإن الفوضى الاجتماعية وانتشار العبث في المجتمع دون ضوابط هو حالة غير سوية لبناء المجتمع أو تطوره وهي حالة لا يمكن لاستمرارها أن يقود إلى انتشار العنف والدمار لذلك فإن الأمن والعدالة هي من أهم الأسباب التي تجتر ثقافة العنف من جذورها.