جميعنا يعرف أن فوائد الرياضة كثيرة، لكن عرفت فعلاً فوائد الرياضة مؤخراً لما وقعت على دراسات نشرتها الجمعية الوطنية لعلوم الطب الأمريكية، وهي دراسات أجراها باحثون وعلماء في مختلف أنحاء العالم وقامت الجمعية بجمعها. الفوائد - بلا مبالغة - أكثر من أن تُحصى، لكن من أبرزها المقتطفات الاثني عشر التالية:
1- من يمارس الرياضة باستمرار يعيش بإذن الله أطول من غيره، لأن الرياضة تحمي من الوفاة القلبية أياً كان سببها خصوصاً عند من هم بين الأربعين والستين. هذا ما وجدت دراسة أجريت في السبعينيات الميلادية. وهو أيضاً ما وجده نفس الباحثون بعد تلك الدراسة بعشرين سنة، وجدوا أن الموت المبكر أقل عند من يتريضون باستمرار، كما وجدوا أن الرياضة تخفف من احتمال الإصابة بالجلطة.
2- الهرولة تزيد من قدرة ونزوع المخ إلى تكوين خلايا جديدة. هذه الدراسة وجدت أن الخلايا الجديدة مسؤولة عن الذاكرة والتعلم. على سبيل المثال، كبار السن الذين يتريضون باستمرار كان أداؤهم أفضل في الاختبارات العقلية التي تتطلب مهارات التذكر واتخاذ القرارات وحل المشاكل.
3- أكثر من دراسة وجدت أن الرياضة تقوي الصحة الذهنية وتخفف من آثار مرض الاكتئاب. بل قد وجد الباحثون أن الرياضة تؤثر على العقل تأثيراً يشابه ما تفعله الأدوية المضادة للاكتئاب، واقترحت دراسة أجراها المركز الطبي في جامعة دوق في أمريكا أن تكون الرياضة بديلاً لتلك الأدوية.
4- قلة الحركة الجسدية من العوامل المسببة لداء شريان القلب التاجي. دراسة كندية وجدت ارتباطاً بين الاثنين. القلب عضلة مثل أي عضلة أخرى، وتمرين العضلات باستمرار يقويها، والرياضة المنتظمة تقوي عضلة القلب وتزيد من قدرته على ضخ الدم بكفاءة وسهولة.
5- الرياضة تخفف من نسبة الكولسترول الضار في الجسم، وتزيد الكولسترول الحميد.
6- وجدت دراسة فنلندية أن الرياضة المعتدلة إذا ما جُمِعت مع نظام غذائي سليم وإنقاص الوزن يمكن أن يخفض احتمالية الإصابة بمرض السكر بنسبة 50 إلى 60%.
7- المصابون بارتفاع ضغط الدم يمكنهم خفض وتحسين ضغط دمهم بالرياضة، ورغم أنه لا يوجد تفسير علمي يوضح السبب إلا أن هذه الفائدة قد وُجدت وأُثبتت.
8- من أوضح وأشهر فوائد الرياضة طبعاً هي إنقاص الوزن؛ فالرياضة تزيد من نسبة استهلاك الجسم للطاقة مما يزيد من عملية التأيض أو التمثيل الغذائي، وهي عملية يُحرق الجسم بها الطاقة في الجسم.
9- تمارين التقوية (مثل رفع الأثقال أو الحديد) تزيد قوة العضلات وكتلتها، وتقلل من الأنسجة الدهنية. عندما تزداد كتلة العضلات في الجسد فإن الجسد يبذل المزيد من الطاقة للحفاظ على هذه العضلات.
10- امتداداً لذلك فإن الرياضة (وبخاصة تمارين التقوية) تقوي العظام وقد تحمي من مرض هشاشة العظام الذي كثيراً ما يرافق التقدم في السن.
11- الرياضة تساعد على النوم. إذا صعب عليك النوم فإن الرياضة المستمرة ستعطيك القدرة على نوم أسرع وأهنأ.
12- الرياضة تزيد الطاقة. إذا كانت الأعمال اليومية ترهقك (مثل أعمال المنزل، العمل اليومي، إلخ) فإن الرياضة هي الدواء، فهي ستقوي العضلات وتحسن الحالة الذهنية وتقوي القلب، واجتماع هذه العوامل سيجعل الأعمال اليومية أسهل وأقل إرهاقاً واستهلاكاً للطاقة.
ما أثار اهتمامي أيضاً هو شيء بدأ يزداد عند الناس شعبية وعند الباحثين أهمية، وهو ما يسمى الرياضة المُفتَّرة (من كلمة فترة أي جزء من الزمن)، وهو نوع جديد من ممارسة الرياضة وجد الدارسون أنه أنفع من الرياضة العادية، خصوصاً لمن يريدون إنقاص الوزن. الطريقة كما يلي:
افعل أي نوع تريده من الرياضة، لكن ليس بشكل متصل، بل اجعل هناك فترات قصيرة للراحة. مثلاً، هرول لمدة نصف دقيقة ثم ارتح لنصف الفترة (15 ثانية)، ثم هرول نصف دقيقة أخرى وارتح بعدها، وهكذا (بشكلٍ متصل). أو استخدم الحبل للقفز لمدة دقيقة وارتح لمدة نصف دقيقة، وتكرر هذه الدورة 8 إلى 12 مرة، بحيث لا يقل الزمن الإجمالي عن 15 دقيقة. لا يهم نوع الرياضة طالما هو نوع مُتعب يجعلك تلهث (جري، ملاكمة، قفز حبل، سباحة، دراجة، إلخ). ميزة هذا النوع من الرياضة أنه أسهل لأنه يعطيك فرصة لاستعادة أنفاسك، ولأنه متنوع جداً فيمكنك أن تختار أي نوع تحبه وتستمتع به من الرياضة، ولأنه أنفع من الرياضة العادية، فقد وجدت دراسة أُجريت عام 2006م أن من مارس ساعتين ونصف الساعة من الرياضة المفترة قد حصد من المنافع نفس ما مارسه شخص قضى 10 ساعات ونصف الساعة في الرياضة العادية.