ودع سلطان الكرسي..
ودخل التاريخ..
ترك (وجه السعد) المناصب الرسمية..
بعد أن حفر اسمه في الذاكرة..
سلطان بن فهد بن عبدالعزيز..
جاء للرياضة السعودية.. مدججاً بالعلوم العسكرية..
فعلمها الانضباط.. والشدة.. دون أن ينسى أن (العفو عند المقدرة)..
بدأ سلطان علاقته الرسمية بالرياضة من كرسي نائب الرئيس العام..
فساهم مع (فقيد الوطن والرياضة) في صناعة سبائك ذهبية لا تحاكى..
بدأ الاحتراف يخط سطوره الأولى في الملاعب السعودية..
زادت المسابقات.. وتنوعت المنافسات.. وتواصلت الإنجازات..
وصل الأخضر للمونديال لأول مرة.. قبل أن يتبعها بثلاث أخر..
أذعنت الكأس الخليجية للمطلب السعودي الملح بعد سنوات من التمرد..
عادت كأس آسيا إلى الوطن من جديد.. وتواصل دوران عجلة الإنجازات..
وفي صباح حزين.. سكب الوطن دموعه على فقيده فيصل بن فهد..
خسرت الرياضة صانعها البارز.. ورجلها الأول..
لملم سلطان جراحه وأحزانه على فقد شقيقه ورئيسه..
تصدى للمهمة الصعبة.. حصل على الثقة.. وأصبح الرئيس العام..
تواصلت الإنجازات في كل المحافل والألعاب..
انهمرت الألقاب..
وبدأت تحولات سريعة في الرياضة السعودية..
تحولت من هواية إلى صناعة..
أصبحت مصدر جذب للأموال والاستثمار..
انتقلت الرياضة السعودية من عالم إلى آخر..
وكان المفتاح دائما في يد سلطان..
بعد عشرين عاما من الإنجازات..
بعد عقدين من العمل المخلص الدؤوب..
بعد سنوات من العطاء والبذل..
للوطن.. وشباب الوطن.. ورياضة الوطن..
قرر سلطان الرياضة أن يترجل..
وأن يسلم الراية لفارس آخر.. يعرف الرياضة وتعرفه..
يرحل سلطان الرياضة.. وتبقى ذكراه حية في القلوب..
يرحل سلطان.. وتبقى إنجازاته لتوثق عمله..
يترك سلطان المناصب الرسمية.. لكنه سيظل حاضراً..
في الأماكن التي تركها شاهدة على سنوات البذل والعطاء..
اليوم يودع الرياضيون سلطان..
ويكرمون سلطان.. عرفاناً وتقديراً لما قدمه سلطان..
صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد..
شكراً لما قدمته للشباب والرياضة.. تودعك المناصب.. وتحفظك القلوب..
صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل..
أنت خير خلف لخير سلف..
(سلمت يا وطني.. وسلمت قيادتك.. وحفظك الله من كل مكروه)..
علي الصحن