تقرير- عبدالله الحنيان:
لم يكن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام السابق للاتحاد السعودي لكرة القدم رئيساً تقليدياً جاء ليقوم بعمله الروتيني ومن ثم يغادره دون بصمات واضحة تأتي بفضل مجهوداته وعمله الدؤوب لتطوير مجال عمله،
بل كان رمزاً يُشار إليه بالبنان عندما يتعلّق الأمر بالمثالية والإخلاص في العمل. فما قدَّمه وجه السعد لرياضة الوطن والمنطقة عموماً لا يمكن أن يتم تجاهله بأي شكل من الأشكال، فالتاريخ خير شاهد على منجزات سموه المتعددة التي أجبرت الجميع على الوقوف تقديراً وعرفاناً لما قدَّمه هذا الرجل الرمز.
«الجزيرة» تقدّم للقارئ العزيز هذا التقرير المتواضع بحق قامة كبيرة قدَّمت للوسط الرياضي وغادرت مخلّفة نهضة شاملة في جميع جوانبه.. فإليه:
قدومه للوسط الرياضي
قدم سمو الأمير سلطان بن فهد للوسط الرياضي مطلع التسعينيات الميلادية بعد أن صدر القرار السامي بتعيينه نائباً للرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك سمو الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله- بعد أن عمل في القطاع العسكري وتبوأ العديد من المناصب العسكرية المهمة كونه من خريجي أكاديمية سانت هيرست العسكرية الملكية البريطانية، وكان لقدومه شأن كبير في الرياضة السعودية؛ فقد كان العضد الأيمن لأخيه الراحل سمو الأمير فيصل بن فهد وحققت رياضة الوطن إبان توليه لمنصب نائب الرئيس العام العديد من المنجزات الكبيرة للمنتخب الأول يأتي في مقدمتها التأهل مرتين لكأس العالم عامي 1994 م و1998م وتحقيق بطولة كأس آسيا لعام 1996م في الإمارات العربية المتحدة إضافة إلى وصافة البطولة الآسيوية عام 1992م
وفي عام 1999م تم تعيين الأمير سلطان بن فهد رئيساً عاماً لرعاية الشباب خلفاً للأمير الراحل فيصل بن فهد - رحمه الله- ليكمل سموه مسيرة أخيه الحافلة بالإنجازات المشهودة على كافة الأصعدة.
تواصل الإنجازات
قاد الأمير سلطان إبان فترة رئاسته التي دامت قرابة الـ 12 عاماً رياضة الوطن للإنجازات والبطولات في جميع المحافل يأتي في مقدمتها: حصول المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة لكرة القدم على كأسي العالم عامي 2006 م بألمانيا و2010م في جنوب إفريقيا، وتأهل المنتخب الأول لنهائيات كأس العالم عامي 2002 بكوريا واليابان و2006م في ألمانيا وتحقيق المنتخب الأول أيضاً لبطولة كأس العرب بالكويت 2002، ودورة كأس الخليج العربي الـ15 بالرياض 2002، ودورة كأس الخليج العربي الـ16 بالكويت 2003، وذهبية دورة التضامن الإسلامي في مكة المكرمة عام 2005م كما حقق المنتخب السعودي لدرجة الشباب في فترة رئاسته الذهبية عدداً من الإنجازات من أبرزها التأهل لنهائيات كأس العالم العاشرة في نيجيريا 1999م والتأهل لنهائيات كأس العالم 2003 في الإمارات.
كما حقق المنتخب السعودي للناشئين عدداً من الإنجازات في عهد سموه من أبرزها الحصول على كأس بطولة سابك الثانية للناشئين (تحت 17 سنة) لكرة القدم لدول مجلس التعاون بالرياض 2002 وكذلك كأس البطولة الثالثة بقطر عام 2003م
ولم تقف إنجازات الأمير سلطان عند هذا الحد، بل طالت الإنجازات الألعاب الأخرى، حيث تأهل المنتخب السعودي لكرة اليد لنهائيات كأس العالم أكثر من مرة، وحققت المنتخبات السعودية الأخرى ومنها منتخبات ألعاب القوى والفروسية كثيراً من الإنجازات على الصعيدين العربي والعالمي، كما وصلت إنجازات المنتخبات السعودية في عهده للتواجد الدائم والمؤثّر في دورات الألعاب الأولمبية، حيث حصد عدد من الأبطال السعوديين كثيراً من الإنجازات والميداليات الملوّنة التي نقلت الرياضة السعودية للساحة العالمية.
طفرة في التنظيم
بخلاف تلك الإنجازات الحيوية التي تحققت في عهد رئاسة سموه حققت الرياضة السعودية طفرة متقدمة جداً في المجال الإداري والتنظيمي المتعلق بنظام الاحتراف، حيث تم تجديد كافة النظم واللوائح وتشكيل اللجان وتطوير ملف الاحتراف بالكامل
مناصب قيادية متعددة
تولى سمو الأمير سلطان بن فهد إضافة إلى رئاسته للاتحاد العربي السعودي لكرة القدم رئاسة الاتحاد العربي كرة القدم ورئاسة الاتحاد العربي للألعاب الرياضية بالإضافة إلى رئاسة مجلس وزراء الشباب والرياضة الإسلامي، كما كان سموه عضواً في الاتحاد القاري.
عقود الرعاية وزيادة المداخيل
كان لوجه السعد دور بارز وكبير في تعدد مداخيل الاتحاد السعودي لكرة القدم من خلال إيجاد شركات راعية للدوري السعودي والمنتخب الوطني الأول بمبالغ خيالية، إضافة إلى إيصال عقود النقل التلفزيوني لأرقام فلكية ترقى لمكانة الدوري السعودي المزدهر في عهد سموه.
اهتمامه بأندية الوطن
حرص سموه طوال فترة رئاسته على تذليل جميع العقبات والصعوبات التي تواجه الأندية السعودية بأجمعها وكان قريباً من الجميع ومساهماً بالدعم المادي والمعنوي للأندية عموماً في مشاركاتها الخارجية التي تمثّل بها الوطن والتي حققت في عهد سموه إنجازات متعددة يأتي في مقدمتها البطولات الآسيوية التي تناوب على تحقيقها فريقا الهلال والاتحاد أكثر من مرة.
دعمه للرياضيين
كان لسموه مواقف معتادة مع الرياضيين المتميّزين على كافة الأصعدة ولم يغب دعمه اللا محدود يوماً ما عن أي منهم وكان سموه حريصاً على أن يكرّم كل رياضي مبدع حصل على إنجاز شرّف به الوطن ويقلّده بعبارات الشكر والثناء إضافة إلى توجيهاته الأخوية الحانية.
شخصية قيادية
تميَّز سموه بقوة شخصيته وعدم تهاونه في تطبيق الأنظمة على المقصّرين أو المتجاوزين للنظام، حيث انتقلت انضباطيته وحرصه على تطبيق النظام بحذافيره من عمله السابق في القطاع العسكري إلى عمله في رئاسة الشباب.
تحمّله المسؤولية
عند أي إخفاق حتى ولو كان طبيعياً يخرج سموه بكل شجاعة ليواجه الرأي العام ويتحدث بكل صراحة وأريحية عن أهم مسببات هذا الإخفاق ويعمل بكل تفان لتلافيها، حيث يشكّل اللجان ويقف على عملها أولاً بأول لتظهر النتائج مفرحة لأبناء الوطن في المناسبات التي تلي ذلك الإخفاق الذي قد يمر به أي اتحاد رياضي في العالم.
تقبله للنقد
كثيراً ما يشدد سموه على أهمية دور الإعلام في تطور رياضة الوطن؛ ولذلك اهتم سموه بما يطرح في جميع الوسائل الإعلامية ودائماً ما يرحب في كل مناسبة بالنقد العلمي الهادف الذي يخدم الرياضة ويسعى لرفعتها في وطننا المعطاء.
دوره في النهوض برياضة المنطقة
كان لرئاسته للاتحاد العربي دور كبير في تطوير الرياضة العربية وحظي ما يقدمه سموه من عطاءات وأفكار بإشادة جماعية من الجميع، كما كان لسموه أدوار كبيرة في تقريب وجهات النظر بين رؤساء الاتحادات العربية بشكل عام والخليجية على وجه الخصوص، حيث استغل المكانة الرفيعة التي يحظى بها في حل أية مشاكل تطرأ على الساحتين العربية والخليجية
مكانته في قلوب الرياضيين
اتضح حب الرياضيين لوجه السعد بشكل كبير عندما تمت إقالته من منصبه بناءً على طلبه، حيث ازدحمت المجالس ومواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت بعبارات الشكر والثناء على ما قدّمه سموه للرياضة السعودية طوال فترة رئاسته معتبرين ما قدّمه من عطاءات كبيرة لا تستحق إلا أن يقف الجميع احتراماً وتقديراً لها، متمنين أن يواصل الرئيس العام الجديد صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل مسيرة التقدّم التي تعيشها الرياضة في وطننا الغالي وهو أهل لهذه المسؤولية الكبيرة.