لا أحد يتصور أن يعود الحال إلى مصر مثلما كان عليه قبل 25 يناير اليوم الذي اندلعت فيه المظاهرات والأحداث التي استمرت ليومنا هذا.
إذن وعلى هذه الفرضية التي يجمع عليها كل الساسة والمهتمين في الشأن الداخلي المصري الذين استضافتهم المحطات الفضائية وهؤلاء الذين يعدون الواجهة للنخبة السياسية المصرية تؤكد أن المرحلة الحرجة الحالية التي يمر بها الوطن المصري دخلت فعلاً «مسيرة التغيير»، وأن هذه المسيرة التي فرضتها تظاهرات الشباب وانتشرت احتجاجاتها وشملت كل المدن والمحافظات المصرية، تفرض هذه التظاهرات واقع التغيير الذي بدأ مع تعيين عمر سليمان نائباً لرئيس الجمهورية، ثم حل الحكومة المصرية وتكليف شخصية تحظى باحترام المصريين الفريق الدكتور أحمد شفيق الذي شكل حكومة أبعد عنها اللواء حبيب العدلي الشخص الذي اكتسب حقد وكره المصريين، كما أبعد عنها الوزراء المنتسبين لطبقة رجال الأعمال، ولوحظ أن الوزراء الذين اختارهم الدكتور شفيق يُعدون من طبقة التكنوقراط حتى وإن كانوا فيما سبق أعضاءً في الحزب الحاكم أو في مؤسسات الدولة، إلا أنهم يتمتعون بسمعة واتقان لما يُكلفون به من أعمال في الجهات التي وضعوا بها.
أما التطور البارز الذي أظهرته مسيرة التغيير، هو قيادة نائب رئيس الجمهورية المعين عمر سليمان لجلسات حوار مع المعارضين السياسيين، ومع الأحزاب السياسية والشخصيات المصرية المؤثرة التي ينتظر أن تسهم في تصويب المسيرة القادمة لما بعد التغيير والتي يفترض أن تتم من خلال توافق مع ما يُطرح من آراء وأفكار تفرزها الجلسات التي يعقدها الساسة والمفكرون المصريون بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والفكرية.