اتضح أن مشكلة غرق جدة سببها مصدران هما المياه المنقولة ومياه الأمطار المحلية، وهذا يعود إلى أن جدة تقع في السهل الساحلي للبحر الأحمر, وقد توسعت شرقاً حتى وصلت سفوح جبال الحجاز وهي مصدر المياه المنقولة لوجود عدد من الجبال مثل: جبل مريخ وجبل أم رقيبة وجبل أبو هماج وأبو غشاء وجبال المعترضة يصل ارتفاع بعض قممها إلى (500م) عن مستوى سطح البحر وتنحدر من هذه المرتفعات مجموعة من الأودية التي كانت تخترق أحياء جدة القديمة تصب في البحر الأحمر ومنها أودية: مريخ وغيا ودغبج وقوس والعصلاء وروافده المري وشق اللبن والمحرق والرمضة، كما أن جدة تنحصر بين واديين من أكبر أودية الحجاز فمن الجنوب وادي فاطمة المعروف قديما باسم (مر الظهران) الذي يفصل بين مكة المكرمة ومدينة جدة ومن الشمال وادي فيدة (عسفان) يفصل ما بين جدة وبين خليص وثول، وكلا الواديين ينحدران من جبال الحجاز من حرة رهاط والتي تنحدر منها العديد من الأودية منها: وادي ثول, وادي قديد, وادي مر, وادي الأبواء وتصب في البحر الأحمر.
إذن معظم المياه المنقولة المتجهة إلى مدينة جدة, تنحدر كما أشرت من الحرار حرة رهاط الواقعة على جبال الحجاز وتنحصر مجاري هذه الأودية فيما بين عسفان شمالا حيث وادي فيدة (عسفان وذهبان) وبين الجموم حيث وادي فاطمة مر الظهران وتنحدر الأودية من سهل (القعرة) الواقع بين تلك الحرار والمرتفعات المشرفة على مدينة جدة من الشرق والتي تنتشر على سفوحها الأحياء الشرقية لمدينة جدة. وسهل القعرة وأودية رهاط هي من أكثر الأخطار التي تهدد جدة بالفيضان (السيول المنقولة) من حرار رهاط حيث تتجمع في سهل (القعرة) لتدفع مياه الأودية المنحدرة من الأعلى لمدينة جدة مثل: العصلاء، روافده, وادي قوس, وادي دعبج, وادي غيا, وادي مريح حيث تشكل سيولها فيضانات كبيرة لا يمكن لجدة أن تصمد أمامها مع تحول الواجهات البحرية العمرانية إلى سدود عمرانية تحجز مياه الأودية وتمنعها من الوصول للبحر.ولحماية مدينة جدة لابد من حلول هندسية هي: إما صرف تلك الأودية إلى مجرى وادي فيدة (عسفان) ومجرى وادي فاطمة، أو إقامة سدود احترازية على مجاري الأودية المشار إليها لحماية جدة من السيول المنقولة مع الإسراع في استكمال مشروعات الصرف.