بعين الخبير، الذي قضى ثمانية أعوام في أهم وأكبر موقع لصنع القرار الدولي، قيّم وحلّل الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون ما يحصل في المنطقة العربية من أحداث بدءًا من الاضطرابات التي شهدتها تونس وأطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي وما يجري الآن في مصر من تطورات يقول الرئيس كلينتون: إن دولاً ستشهدها في الشرق الأوسط، وأن هذه التغيرات القادمة يجب أن تدرس وتعرف أسبابها وما سوف تفرزه من تأثيرات، وأن أكثر الكيانات والأنظمة والدول التي يجب أن تعي وتفهم ما يحدث، الكيان الإسرائيلي، فإسرائيل عليها أن تسارع لترتيب أوضاعها وجعل أبناء المنطقة يقبلون بالتعايش معها، فالشعوب التي تخوض مصادمات، وتنظم المظاهرات والاحتجاجات الدامية مع حكوماتها الوطنية، لن تتردد في مواجهة السلطات الإسرائيلية وبصورة أشد وأعنف لانتزاع حقوق الفلسطينيين الشرعية التي ظلت مغيبة عقودًا طويلة.

ونصح الرئيس المجرب والخبير الدولي الإسرائيليين أن يسارعوا إلى الانخراط وبجدية وصدق لإنجاز السلام مع الفلسطينيين أولاً، ومع العرب ثانيًا؛ لأنَّ في سرعة تحقيق السلام حماية وبقاء المنطقة مستقرة وآمنة، لأنَّ الحروب والصراع الإسرائيلي العربي هو الذي أوجد هذه التناقضات، واستغل من قبل الكثير من الحكومات في المنطقة، واستعمل لتعليق إخفاقها وفشلها في تحقيق مطالب وطموحات شعوبها، فغيّبت الديمقراطية وفرضت الاستبداد على شعوبها بحجة مواجهة إسرائيل. فالسلام هو العلاج الناجع لكل مشكلات المنطقة، ويسمح بوجود إسرائيل على شرط أن توفي بشروط ومتطلبات الدول والأنظمة الداعمة للحياة الإِنسانية، وليس تدمير الشعوب وإغراقها في المشكلات كما فعلت إسرائيل في المنطقة العربية طوال ستة عقود.

JAZPING: 9999