|
ما يميز الأستاذ الدكتور حسين الواد علميته ومنهجيته ونأيه عن الأضواء ودراساته الأكاديمية عن المعري والمتنبي وبشار وأبي تمام، وسواها، غير أنه فاجأ المتابعين بإصدار رواية من الوزن الثقيل تجاوزت السائد وتمردت على الرقيب في زمن القبضة الحديدية للنظام التونسي السابق؛ فبدا هدوؤه عاصفة، وواقعيته منطقا، وعلميته منطلقا لرواية (روائح المدينة) التي صدرت عن دار الجنوب التونسية وبتقديم الأستاذ صلاح الدين الشريف الذي تماهى مع الوضع الأمني فيما يبدو فحاول رسم صورة تاريخانية للرواية أبهمت مراد «الواد» داخل تلافيف الإبداع الممتلئ بالإمتاع، مثلما أحال الدكتور الروائي الروائح إلى أرواح وترحال من لدن «البايات» حتى «ابن علي».
اللغة قوية بتناظرياتها وتكثيفها وعصيانها والرؤى وطنية متطلعة متنبئة بما تم بعد أشهر من صدورها والمحتوى تأريخ يحكي بتجرد لا يخلو من الأنفاق والآفاق؛ والدكتور الواد (1948 م- تونس) الأستاذ في جامعة الملك سعود يعد رواية أخرى، وكأنه مؤمن بخيار الرواية سبيلا للقراءة والكتابة والرؤية والتعبير، ومن المتوقع أن تتصدر رواية (روائح المدينة) معرض الرياض الدولي للكتاب بوصفها جديدة، مختلفة، جريئة، شاعرية، ذات مسارٍ تأويلي عن مدينة لها «هاتيك الروائح» الغريبة التي تستحق بسببها وسم المدينة وإن استكثر الأجوار ذلك.