مصر يمّه يا بهيّه
يا أم طرحه وجلابيه
الزمن شاب
وانتي شابّه
هو رايح
وانتي جايه
ماشيه فوق الصعب، ماشيه
واحتمالك هو هو
وابتسامتك هي هيه
يطلع الفجر يلاقيكي
معجبانيه وصبيه
هكذا هي مصر المحروسة دوماً طوال تاريخها العريق كما يصفها شاعرها الكبير أحمد فؤاد نجم، تتخطى الصعاب و(تعدّي) نحو مستقبلها المضيء متسلحة بالوعي والوطنية والحضارة المتوارثة منذ آلاف السنين، ومصر لا تشبه أي بلد في الأرض؛ لأنها تحب شعبها حتى الوله ويحبها شعبها حتى التضحية، فالإنسان المصري بإمكانك أن تشتمه ويشتمك (على رواق) ولكنك - إذ ما كنت جاهلاً - وذكرت مصر بسوء فلتعتبر أن هذا الإنسان الوديع (العِشري) قد تحوّل فجأة إلى (وحش كاسر) لربما يمزقك إرباً إرباً وهذا يعود إلى عمق روح الوطنية المتأصلة فيه جيلاً بعد جيل والمغروسة فيه إلى أعماق الطمي النيلي المجبول بعرق الإنسان منذ قيام الحضارة المصرية قبل التاريخ وحتى يومنا هذا.
والمصري عادة (جدع) و(ابن بلد) لا يساوم على أرضه مهما كان الثمن، لذلك نعجب هذه الأيام كيف تتدخل بعض دول الغرب في الشأن المصري بحجة الحرية والديمقراطية و(حق التظاهر!) دون أن تذكر (حرية تقرير المصير) تلك الحرية التي هي حق مشروع للشعوب في أوطانها وفوق أرضها دون أي املاء أو تدخل من أحد، وهذا هو ما تعرفه الدول التي تدعي صيانة الحرية في الأرض وهي أول من يخدش بل ويمزق مفهوم تلك الحرية (التي كم من الآثام ترتكب باسمها) من قبل تلك الدول التي تُشعل الحروب وتنشر الدمار فوق البسيطة. لذا فإن ما يحدث في مصر المحروسة هو شأن وطني بحت ويحق للمصريين وحدهم أن يسمونه كيفما شاؤوا، مع أننا نعرف جيداً وكما قالها أحد المفكرين أن الحرب أو الثورة أو التغيير يفكر فيها العقلاء ويقوم بها الشجعان ويستغلها الغوغاء ويستفيد منها الجبناء.
ولكننا في حالة مصر نُعول على وعي وحضارية وأصالة شعبها العظيم، بحيث لا يمكننا إلا القول: (اللهم احم مصر وشعبها من كل مكروه لأنها أم الدنيا) حقاً.