الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع، فهي الخلية في جسم الوطن، ومنها يجب أن تكون الحماية السلوكية والفكرية والأخلاقية، وفي هذا العصر بالذات والذي تتحكم فيه التقنية بشكل فعال في التربية لهذه الأسر؛ حيث تتراوح أهمية هذه الحماية بالنسبة لأرباب الأسر بين الأهمية القصوى الرافضة للتقنية أو التساهل المفرط لاستخداماتها، ومن هنا وجب على من يناط بهم مسئولية تنظيم التقنية أن تكون حماية الأسرة نصب أعينهم، ولكن ما وجدته من خلال أحد المؤتمرات الدولية أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات قد سبقت الآخرين في الاهتمام في هذا الجانب، وأقامت المركز الوطني الإرشادي لأمن المعلومات والذي صدر عنه العديد من الكتيبات والمطويات التي يسترشد بها المتعاملون مع تقنيات الاتصال وتوليتهم جانب الأطفال في هذا الجانب هو الاهتمام العظيم واستشعار المسئولية للجيل القادم من الإخوة القائمين على هيئة الاتصالات، فعندما أجد كتيباً استرشاديا يختص بحماية الطفل من مخاطر شبكة الإنترنت ويوجه المسئول الأسري للتعامل الأمثل مع هذه الخدمة التي تغزو غرف الأطفال فحينها تطمئن النفوس ويرتاح البال لوجود من يعمل بصمت وينتج للعموم أدلة استرشادية يقوم بها من يحتل الأمن المعلوماتي حيزا كبيرا في اهتمامه التربوي والأسري.
ولهذا أقول: يكفي أن لهذا المركز رؤية واضحة وهو» أن يكون المرجعية الموثوق بها لأمن المعلومات في المملكة العربية السعودية»
فالمهام عظيمة والمسئوليات جسيمة والقادم يحفل بالكثير من الإنجازات التقنية والاختراعات الجديدة والتي يقع على الهيئة بمركزها المختص مواكبة كل جديد وتحديث الأدلة الاسترشادية الموجهة للمجتمع لحمايته من الاختراقات التي تعصف بالجيل الجديد نحو الهاوية.
بقدر كبير أسعدتني تلك الكتيبات والمطويات التي وقعت في يدي والتي شملت المراحل التقنية داخل البيت التقني بدءاً من:-
سبل حماية الخصوصية في العالم الرقمي.
أمن الشبكات اللاسلكية.
حماية الأطفال من مخاطر شبكة الإنترنت.
حماية البريد الإلكتروني.
التصيد الإلكتروني.
والرسائل المزعجة( spam )
فهذه التوعية النوعية التي تقوم بها هيئة الاتصالات في مركزها الوطني جدير بالجميع أن ينشدها ويشيد بها لدورها الكبير -بعد الله- في حماية المجتمع من مخاطر العالم الرقمي، ومع هذا الجهد القيم إلا أنه وحسب رؤيتي ينقصه التفاعل المجتمعي، وهذا أعزوه إلى الوسائل التوعوية المستخدمة والتي تسعى الهيئة للقيام حسب استطاعتها في المرحلة الحالية، ولكن هناك الكثير من القنوات الممكن استخدامها فعلى سبيل المثال :
قنوات التعليم العام.
وسائل الإعلام المرئي والمسموع.
وضع استاندات في مداخل الأسواق.
رسائل البلوتوث من خلال الأجهزة الثابتة في الأسواق والأجهزة الحكومية.
بنرات متحركة في الشوارع والأسواق.
وضع المسابقات المعلنة للجمهور.
تشجيع البحوث في هذا المجال.
نشر ثقافة الاستبانة والتشجيع على التواصل مع الجمهور.
الندوات والمحاضرات في المناسبات وممكن عقدها في الأسواق الكبيرة المنتشرة في المدن الكبرى في المملكة.
وأخيرا، لا يسعني في هذا المقال إلا الشكر لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات للدور الذي تقوم به في توعية المجتمع من مخاطر اختراقات التقنية وتأثيرها السلبي على أفراد المجتمع وعلى جيل المستقبل الصاعد عبر تقنية متسارعة في زمن سريع التحول، كفانا الله بحوله وقوته شر الأشرار ووقانا بتعلمنا العلم الكثير من المخاطر والله ولي التوفيق.
- الرياض