|
كتاب (ذكريات وانطباعات عن المملكة العربية السعودية وأرامكو من ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي إلى ثمانيناته) من إعداد كارول هيك وترجمة د. عبدالله بن ناصر السبيعي صدر عن دارة الملك عبدالعزيز.. وهو يقدم ذكريات شخصية لثمانية من الموظفين الأجانب العاملين في استخراج النفط في المملكة وهم: فرانك جنكرز (رئيس مجلس إدارة متقاعد)، وبول ارنوت (مهندس نفطي ونائب رئيس) واليزابيث أرنوت (ممرضة) وبالدومار نوفيتش (موظف مالي) ووليم أوين (مستشار قانوني) وبروك باورز (جيولوجي تنفيذي)، وبيتر سبيرز (رئيس شعبة الترجمة)، وايلين سيبيرز (مراقبة).
وقد سجلوا في هذا الكتاب انطباعاتهم وما علق بذكرياتهم أثناء مدة عملهم في المملكة التي امتدت من ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي إلى ثمانينياته وبينوا حياتهم اليومية فيها، والأعمال الوظيفية التي قاموا بها والصعوبات التي واجهتهم في حياتهم العملية وغير ذلك مما التصق بذاكرتهم واختزنتها تجاربهم الشخصية.
ويقول فرانك جنكرز في حديث الذكريات:
أحد الاختلافات الرئيسية كان أن المشكلات التي واجهتها أرامكو كيف تجعل الأمريكيين يتقبلون الجنسيات الأخرى ففي أرامكو بذل منذ وقت مبكر جهد كبير للتأكد أن كل واحد يفهم أن الإيطاليين والسعوديين والجنسيات الأخرى موظفون وأن هؤلاء الموظفين يستطيعون أداء عمل متميز لكن من وجب عليه أن ينخرط في القوة العاملة ليس فقط لأسباب اقتصادية. لكن في حالة السعوديين لأنه كان وطنهم وبالطبع يجب أن تعود بالتفكير لوقت قصير لتدرك أنه من الصعب على الأمريكيين أن يتقبلوا الحث والحفز إلى العمل في هذه المنطقة.
مالت ثقافة أرامكو إلى رفض أولئك الذين لا يحترمون السعوديين والآخرين. أولئك الذين بقوا وقدموا جهدا وجدوا أن التجربة مجزية.
كنت شاباً لم يعش مطلقاً في مكان كانت به قضايا التفرقة أو غير الأمريكيين تعد مشكلة، لم يكن لدينا أية أعراق في داكوتا الشمالية.
كانت أرامكو شركة مثالية: لتطويرها سياسة إبداعية سمحت لثقافتين أن تتعايشا وتتناغما معاً مع أهداف مشتركة. كانت أرامكو متميزة ونشأت صداقة حميمة بيد الأمريكيين والسعوديين.
وقال بول ارثوث عن العلاقة مع السعوديين: كان لدينا آلاف السعوديين يعملون كانت الشركة مرحبة جداً بالسعوديين.
كانوا أناساً أذكياء جداً.. كانوا سهلي التدريب كانوا متقدي الذكاء لدرجة كبيرة وقابلين للتدريب كثيراً ولا توجد مشكلات معهم في ذلك المسلك.. سأعطيهم تقديرات عالية لأنهم فعلاً.. كان من السهل عليهم تعلم اللغة الإنجليزية أكثر من قدرتنا على اكتساب لغتهم.
وقال مارينوفيتش: في عام 1959م أخبرت بأنني سأنقل إلى المملكة العربية السعودية وكان هذا أمراً فريداً بالنسبة لي.. ذلك أن إدارتنا العليا كانت في المملكة ورئيسنا ومعظم نواب الرئيس في المملكة.
كان مكتب نيويورك مجرد مكتب. كان واضحاً تماماً إذا أردت أن تجعل لك موقعا في أرامكو يجب عليك أن تذهب إلى المملكة العربية السعودية. كان مكتب نيويورك مجرد موضع خلفي منعزل.. لذا كنت مهتماً وفي شهر يوليو غادرت نيويورك في الطريق إلى المملكة.
كان هناك شح في المنازل وهذا يحتم عليك الانتظار فترة زمنية ليست بالقصيرة قبل أن تستطيع إحضار عائلتك.