في مشهد يندى له الجبين، ومنظر تدمع له العين وأحداث يتفطر لها القلب، رأينا في ميدان التحرير في القاهرة إخوة يتقاتلون مع بعضهم البعض بالعصي والسكاكين ويتقاذفون بالحجارة وكل ما تصل إليه أيديهم وكل منهم يحاول إيذاء الطرف الآخر.
هذلنا لهذه المشاهد، بكينا لشدتها وهولها وتأذت عيوننا لمشاهدتها وتصدعت رؤوسنا من كثرة المتحدثين هنا وهناك، القاهرة تحترق لماذا وكيف ووقت كتابة هذه السطور يتعرض المتحف المصري للنار والحرق فلماذا ومن أجل ماذا، أيحدث هذا في مصر الحضارة والتاريخ والعروبة والإسلام، أيحدث هذا في بلد عمرو بن العاص وصلاح الدين والظاهر بيبرس وجمال عبدالناصر وكشك والبنا والغزالي والقرضاوي والشعراوي وغيرهم كثر من علماء ورجالات وساسة وقادة مصر. مصر العروبة والجمال والخضرة والمياه والعلم والعلماء تواجه مصيراً قاتماً لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ولا نملك إلا أن ندعو أن يكون هذا المصير رحيماً بمصر وأهلها وليس هذا على الله ببعيد. فهل ما يحدث في مصر حقيقة واقعة أم سيناريوهات محكمة الكتابة والتنفيذ والإخراج فمن يلعب على إيقاع ماذا ومن يريد الإيقاع بمن وما دور الشرطة والجيش أمور كثيرة وغريبة وعلامات استفهام مطروحة ولكن ما ذنب المواطن المصري العادي الذي يريد أن يعيش في أمن وأمان، وما ذنب المواطن العربي المحب لمصر العروبة والإسلام أن يرى هذه المشاهد والمآسي تحدث في بلد عربي إسلامي يعد مرجعاً للعلم والأدب والإبداع والثقافة. يا لهول المشهد ويا لفظاعة الحدث مدلهمة عمياء أصابت هذا البلد العربي الأبي. خيول وجمال وبغال وسيوف وعصي وقذائف حارقة ومقذوفات من فوق أسطح البنايات يستخدمها أبناء بلد واحد. وسرقة ونهب وسلب وترويع للأهالي والأسر والأطفال والنساء فلماذا ومن ضد من ومن سيفوز على من؟ لا حول ولا قوة إلا بالله حمى الله أهلنا في مصر من كل شر ومكروه ورد كيد الكائدين إلى نحورهم وبرغم من كل هذا الأحداث فستبقى مصر إن شاء الله بلداً عربياً إسلامياً شامخاً أبياً آمناً مطمئناً، وعلى الله الاتكال.
خاص (الجزيرة)