انهالت الاتصالات الهاتفية، ورسائل الجوال، والرسائل البريدية الإلكترونية عليّ وعلى ضيفي فضيلة الشيخ عايض العصيمي، عقب حديثه مع الصحيفة، الذي تناول فيه موضوع الرقية والرقاة، وحالهما، والفوضى التي تصاحب هذا الأمر في كل مدينة ومحافظة وقرية. وهذه الاتصالات معي ومع الضيف ما بين مؤيد ومخالف، وما بين رسائل مطولة وقصيرة، ولو أنني بسطت وعرضت بعضاً من هذه الرسائل لاحتجت إلى عدد كامل من صفحتي هذا الملحق، ولا أظنها تفي.
هذا الموضوع لم يكن الأول الذي أطرحه، كما أن الصحف ما فتئت بين حين وآخر تتناوله، وللرافضين لما جاء فيه أقول لهم: على رِسْلكم؛ فقد التقينا بعضاً من الرقاة الذين نحسب - إن شاء الله - أنهم على خير، ويعملون في سبيل الخير، وإن تقاضوا الأجر، ولكننا في المقابل لا نرضى ديناً ولا عقلاً أن يندس الدخلاء، ويستغلوا حاجة الناس ومرضهم في التطفل على الرقية من أجل الاكتساب المادي، أو من أجل أمور أخرى، وهذا ما قصدناه من لقاء الشيخ عايض العصيمي.
فالشيخ عايض كان يتحدث عن بعض الرقاة، وهم المندسون في هذه المهمة العظيمة بقصد الاستغلال، ولم يعمم الكلام على الجميع، بل هو يعترف ويؤكد وجود رقاة فضلاء ناصحين صادقين ورعين.
كما أود أن أؤكد أمراً آخر، هو أن كثيراً من الباحثين عن الرقية هم الذين يساعدون على وجود مثل هؤلاء المندسين؛ لعدم تثبتهم من الراقي، وحاله، ثم باندفاعهم في قبول كل ما يقوله هؤلاء الأدعياء من تشخيصات أقرب إلى «التخبيصات».. ونحن حين ننتقد الأخطاء فإننا ننطلق من واجب النصح للآخرين؛ حتى لا يستغلهم أهل الطمع، ونحن ندرك أن الاستغلال والأخطاء ليست خاصة بهذه الفئة؛ ففي كل مجال يوجد أناس لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة.
«خاتمة»:
ما زلت أقول: الحاجة ماسة إلى الرقاة، ولكن لا بد من تنظيم الأمر بإصدار رُخَص للرقاة المعتبرين، بعد اجتيازهم مقابلة خاصة، وتوافر المقومات الشرعية المطلوبة في الرقاة تعليماً، وسناً، وصلاحاً، وخلواً من السوابق.. والله من وراء القصد.
alomari 1420 @ yahoo. com