|
الدوحة - أحمد القرني
عقد وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليج العربية صباح أمس الخميس اجتماعهم السبعين في دولة قطر بالعاصمة الدوحة. وأكد وزير الصحة بدولة قطر عبدالله بن خالد القحطاني أهمية هذا الاجتماع لتحقيق الأهداف المتمثلة في تطوير النظم الصحية القائمة والناشئة ومواكبة التطورات المتلاحقة في ميادين البحث العلمي بما يساهم في الارتقاء بنوعية الحياة وتوفير أعلى مستوى من الخدمات الصحية لأبناء هذه المنطقة.
وقال إن انعقاده يعكس مدى الاهتمام الذي يوليه أصحاب الجلالة والسمو والفخامة زعماء دول مجلس التعاون من أجل إقامة مجتمع الصحة والعافية لكل المواطنين والمقيمين وجعل قضايا الصحة من أهم أولوياتهم وتوفير كل الوسائل والإمكانيات والمصادر البشرية لبلوغ هذه الغاية.
وبيّن أن الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال تُعبّر عن رؤية واضحة لمجلس وزراء الصحة بشأن المشكلات الصحية والأمراض التي تهدد صحة المواطن وتؤثر سلبا في المصادر البشرية لبلدان المنطقة وتعوق بالتالي مسيرة نموها الاقتصادي. موضحاً بحث الخطط والبرامج التي سبق أن اعتمدها في دورات سابقة من أجل مكافحة الأمراض غير السارية والوقاية من السرطان واستئصال شلل الأطفال وزراعة الأعضاء والتبرع بها وجعل شبه الجزيرة العربية خالية من مرض الملاريا إلى جانب القضايا الأخرى ذات الصلة بتوحيد نظم ولوائح الشراء بين دول المجلس في مجال الأدوية وكذلك نظم التسجيل والترخيص وتجهيز المؤسسات العلاجية وغير ذلك من القضايا ذات الأولوية. مؤكداً أن زراعة الأعضاء تُعتبر الحل الناجع لكثير من الأمراض التي تنتج من الفشل التام لعضو من أعضاء الجسم الحيوية، كما أنها تعيد تأهيل الإنسان وتمكنه من العودة إلى حياته الطبيعية.
من جانبه بيّن وزير الصحة بدولة الإمارات العربية الدكتور حنيف بن حسن بن علي القاسم أننا اليوم على مشارف حقبة جديدة؛ فعلينا أن نستشرف المستقبل بتفاؤل وأمل؛ لمواصلة التعاون المشترك بين دول المجلس والمنظمات الإقليمية والدولية من أجل القيام بالدور الواجب علينا نحو تحقيق متطلبات العصر واحتياجات الدول الأعضاء من خدمات الرعاية الصحية.
من جانبه أكد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الدكتور توفيق خوجة أن اختيار شعار «زراعة الأعضاء» لهذا المؤتمر يهدف أساساً إلى تشجيع نقل وزراعة الأعضاء في دول المجلس واستخدام التقنيات الحديثة المتوافرة وتبادل الخدمات والمعلومات بين الدول الأعضاء والتغلب على المشاكل التي تعترض مواكبة التطورات العالمية فيما يتعلق بزراعة الأعضاء؛ ما انعكس على الإنجازات المتميزة لدول المجلس في هذا الصدد؛ حيث أصبحت برامج الزراعة من أقوى البرامج في العديد من الدول الأعضاء. مشيداً بإعلان الدوحة للتبرع بالأعضاء الذي صادقت عليه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر - نائب رئيس المجلس الأعلى للصحة - حيث أرست دولة قطر بالمصادقة على هذا الإعلان توجهاً جديداً في التبرع بالأعضاء.
وبيّن د. خوجة أن التحدي الأكبر الذي يواجه نظمنا الصحية يتمثل في استمرارية تقديم الخدمات الصحية بجودة عالية وضمان سلامتها وتبني مفاهيم الصحة العامة ضمن الرعاية الصحية للمجتمع المبنية على مفاهيم الرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة والمجتمع مع توجيه استراتيجيات وخططنا الصحية ضمن مفهوم ومنطلقات وأبعاد تعزيز الصحة من illness to wellness وفعالية واستخدام تقنية المعلومات ضمن المنظومة الصحية وتبني أنظمة ومبادرات صحية فاعلة لتخفيض التكاليف وزيادة رضا المستفيد من الخدمة كالرعاية الصحية المنزلية الممتدة وجراحة اليوم الواحد والجراحات الصغرى في المراكز الصحية.
ومن جانبه أوضح رئيس وفد المملكة العربية السعودية الدكتور منصور بن ناصر الحواسي أن اجتماع وزراء صحة الخليج هو اجتماع دوري سنوي يعكس التعاون الكبير بين دول مجلس التعاون الخليجي فيما يحقق التعاون في المجال الصحي.
وأشار إلى أن هذا العام موضوع المؤتمر (التبرع بزراعة الأعضاء)، وهناك ورقة عمل مقدَّمة من المملكة لإطلاع الاجتماع على تجربة المملكة الرائدة في هذا المجال المتجذرة منذ سنوات، ونحن نفخر في المملكة بما وصلت إليه في موضوع التبرع بزراعة الأعضاء.
عقب ذلك قام معالي وزير الصحة القطري ووزير الصحة الإماراتي بتكريم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ووزير الصحة السابق بسلطنة عمان وعضوَيْ الهيئة التنفيذية السابقَيْن د. طه مليباري ود. خالد الحسين من المملكة.