قبل عدة عقود تلقى (الجوكي كلوب الإنجليزي) العديد من الاعتراضات حول موضوع استخدام السوط في لسع الجياد خلال السباقات وطالب الكثيرون آنذاك باتخاذ المزيد من التدابير للحد من ممارسة العنف تجاه الجياد السباقية!
وبالفعل طبق قانون يقضي بتحديد عدد اللسعات المسموح بها للفارس بحيث لا يزيد عدد اللسعات على خمس لسعات! وحددت مواقعها فوق القوائم وفي الجهتين الخلفية والأمامية على ألا تصل للرأس! ومضت السنون ورغم دقة الإنجليز النظامية إلا أن مثل تلك الظاهرة بقيت في المضامير الإنجليزية ولكن بشكل نسبي عند مقارنتها ببقية مضامير الأمريكيين، يقول الفارس السابق (آندي تيرنل) الذي أصبح مدرباً فيما بعد يجب إلغاء استخدام السوط وتعويد الفرسان حتى الإمساك بها والمعروف أن الفارس يركز اهتمامه لتحقيق الفوز غير أن هناك فرسانا غير مؤهلين للوصول للفوز ومع ذلك تراهم يسترسلون في جلد جيادهم بغير حق!! ويبدي الفارس (ستان ميلر) أسفه على الجياد وقسوة الجوكية ويقول إن السوط ما هو إلا وسيلة مساعدة للفارس يمكنه أن يستخدمه عند اللزوم وفي المواقف الصعبة وأنه في آخر مشواره كفارس كان يستخدم يديه لحث جياده على مضاعفة جهدها ودون اللجوء للكرابيج.. يعني دفش خيال يواظب على التمارين ويبتعد عن السهر والتدخين!!
في مضاميرنا المحلية السباقية وحتى الخليجية هاوية أو حتى احترافية الوضع يختلف رغم تشديد لجان السباق والتحكيم، فالسوط هو وسيلة الغالبية العظمى من جوكتينا سواء كانوا محليين أو حتى محترفين وطالما شاهدنا ومنذ انطلاقة الجياد من جهاز الاسترد وحتى عبورها خط النهاية.. والكرابيج تكاد تسمع فحيحها من المدرجات وأكواع ميدان الملك عبدالعزيز لا تبرح ذاكرتها كرابيج خيالتنا والتي تخطت المعقول وبقسوة مع سبق الإصرار والترصد لذلك المخلوق الجميل الذكي والأصيل!
جوال ومجول اللذان يحضران لدرجة الدكتوراه في عالم التقنية التصويرية في إحدى جامعات شرق آسيا.. انهالت عليهم العروض بعد أن كانت رسالة الدكتوراه هو اختراع كاميرات مشابهة لتقنية كاميرات (ساهر) والتي سحبت البساط بإيراداتها المالية من الملياردير بيل غيتس والفضل يعود لقائدي السيارات المتهورين!.
يقول مجول وبصحبة رفيق دربه جوال في آخر مؤتمر تسويقي بخصوص اختراعهم المستنسخ من كاميرات ساهر والذي اسموه بنظام (سامر) ومن مميزاته التي تذهب في مصلحة سباقات الفروسية أن بإمكان كاميرات سامر كشف عدد لسعات السياط على الجياد أثناء السباقات وحتى تمارينهم وبالتالي إيقاف مهزلة العنف على ذلك المخلوق الجميل.
كما أن لكاميرات (سامر) القدرة في متابعة التجاوزات التي اشتهرت بها بعض المضامير الخليجية من خلال جوكيتهم وما يمارسونه من مخالفات سباقية سواء كانت في إغلاق المسارات لخيال مع زميله الآخر وكل أساليب الحد والمد والجزر والتي لا تستطيع كشفها كاميرات التلفزيون وكذلك أعين المتابعين نقادا ومحللين ولعل الواقعة التي لن تكون بالأخيرة ما حدث في الأسبوع ما قبل الماضي في الشوط الإضافي وإن كانت لجنة السباق هي الوحيدة التي اكتشفت ذلك التجاوز ووضعه تحت مسماها المعتاد (إهمال للركوب) والذي تم بموجبه إيقاف أفضل جوكي سعودي لهذا الموسم!
وفي المؤتمر الذي نقلته عدسات سامر (سنق) واصل المخترعان جوال ومجول المضي في شرح مميزات كاميرتهم السامرة على وزن ساهر الساهرة! إن بإمكانها أيضا مراقبة الجواد الفائز من ساحة البادوك وحتى ذهابه إلى مختبر أخذ العينات حيث إن بإمكان كاميراتهم ودقة عدساتهم اكتشاف وضع الجواد الفائز وحالته متى كان في حالة تعرّق وريبة ولجوئه إلى بلع المنشطات المحظورة وأيضاً أشاروا إلى أن بإمكان كاميراتهم كشف الخيالة داخل الغرف المخصصة للخيالة ودون علمهم!
وبالتالي معرفة مصدر الرائحة التي طالما عجز موظفو النادي عن معرفة مصدرها! ويقصدون بذلك المدمنون من الخيالة لظاهرة التدخين والمدخنون!
أيضاً ومن مميزات هذه الكاميرات العجيبة كشف شخصية (ممسح الريضان) وهي الشخصية التي رفعت سكر وضغط الكثيرين ودوّخت المتابعين في معرفة ذلك الروبيضة الذي ابتلي بها الوسط الفروسي! كما أن لتلك الكاميرات القدرة الماكنة في الاستفادة منها لمنظمي المزادات الخيلية واصطياد المناجشين المتحايلين وكذلك المهور المباعة والتي ابتلت بعديمي الضمير والوازع الديني وهم يضربونها بإبرهم الهرمونية وسط أحشائها لتصبح في نظر الزبون المغبون هدفه المنشود وبعد أن تعجل في دفع قيمتها بمقدم العربون!! كما أن بإمكان تلك الكاميرات وعبر حاسبها الرقمي تقسيط الغرامات التي توالى هطولها على مدربي الدرجة الرابعة لهذا الموسم غير أنها لا تستطيع التدخل متى كانت عقوبة الإيقاف من الدرجة الثالثة والثانية والتي طالما شوهت سباقاتنا في العامين الماضيين عند سيادة الجوكي كلوب العالمي.وأفقدت مضاميرنا العديد من نقاطها التطويرية،
جوال ومجول وعدا الميدان بتفاصيل أوسع وأكثر أهمية في قادم الأيام عن نظام سامر الفروسي والتي أصبحت هدفاً للعديد من الميادين السباقية الساعية نحو حلول أكثر حضارية وفي قمة الاحترافية وجاكم نظام سامر وقد أعذر من أنذر أيها الجمع الفروسي الراقي وفي العين الجليلة وبعد أكثر!!
المسار الأخير:
يا شينها لطاح من عيني انسان
لو حطني فوق النجوم احتقرته