تونس - فرح التومي
بدأت الحياة الطبيعية تعود تدريجياً في تونس, وساد الحذر في كافة المناطق خاصة بعد انتشار خبر مفاده احتراق شابين موقوفين بمركز إيقاف بسيدي بوزيد جنوب البلاد ومسرح غندلاع الشرارة الأولى للثورة. ولا تزال البلاد تشهد سيلاً من الإضرابات التي شلت بعض القطاعات الحيوية على غرار النقل البري والجوي، فإن الحياة إستؤنفت في العديد من المجالات بعد أن تمت الاستجابة لمطالب المضربين مما شجع البعض على شن الإعتصام طمعاً في تحقيق الطلبات التي رفعوها لسنوات طويلة في السر.
وألغت الحكومة البريطانية الليلة قبل الماضية قراراها بتحذير رعاياها من السفر إلى تونس وذلك بفضل تحسن الأوضاع الأمنية وعودة الاستقرار وإنْ نسبياً إلى البلاد التونسية. من جهة أخرى أعلن وزير الداخلية التونسي فرحات الراجحي في وقت متأخر الجمعة مقتل شخصين حرقاً داخل زنزانة اعتقال بمركز للشرطة في مدينة سيدي بوزيد.
وقال الراجحي في مقابلة مع محطة (نسمة تي في): إن «شخصين كانا محتجزين بغرفة الاحتفاظ (الاعتقال) في مركز الشرطة بسيدي بوزيد لقيا حتفهما حرقاً عشية الجمعة في ظروف غامضة» مشيراً إلى أن «أعوان الأمن كانوا غائبين عن المركز ساعة وقوع الحادثة».
وتظاهر نحو مئتي شخص إثر مقتل الشخصين المذكورين وأحرقوا مركز الشرطة وأضرموا النار في ثلاثة سيارات تابعة للشرطة وأن الجيش أطلق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين. إلى ذلك بدأت الحكومة الانتقالية في منح تعويضات لعائلات الشهداء والمتضررين الذين سقطوا وقت الاحتجاجات التي يقول رئيس بعثة المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بكر نداي أودت بحياة ما لا يقل عن 219 شهيداً و510 جريحاً.