كَذا فَليَجِلَّ الخَطبُ وَليَفدَحِ الأَمرُ
فَلَيسَ لعَينٍ لَم يَفِض ماؤُها عُذرُ
تُوُفِّيَتِ الآمالُ بَعدَ محمدٍ
وَأَصبَحَ في شُغلٍ عَنِ السَفَرِ السفرُ
نعم فالخطب جلل والأمر فادح، وهل أجَلّ وأفدح من فقدان رجل الوفاء والمروءات محمد؟
كأن أبا تمام يقولها فيك يا محمد الجواد!
أليس مؤلماً غياب رمز من رموز المكارم والنخوات مثل محمد؟
حق لكل عين سمعت عنك يا محمد أن تبكيك بكاءً أمرّ من العلقم!
ولا عذر لكل عين عرفتك ولم يفِض دمعها مدراراً حزناً على موتك يا محمد!
إن أبا خالد - رحمه الله تعالى - كونه علماً من أعلام منطقة القصيم
ورمزاً من رموز السماحة والسخاء، ففقده ليس فقد شخص واحد
بل إنه بنيان قوم تهدم!
يُفقد مَن يُرى وجهه متهللاً فرحاً إن سُئل أو طُلِب كمحمد..
ويُبكى على مَن لو أراد أن يقبض ماسكاً ماله فتعصيه أصابعه التي اعتادت الانبساط والعطاء أو عُودت وهذا حال محمد رحمه الله..
متيم بالندى لو قال سائله
هَب لي جميع كرى عينيكَ لم ينم ِ
كأني بهذا القول قد قيل فيك يا أبا خالد..
يُغبَط مَن بكاه وفقدهُ البعيد كما بكاه القريب، وهذا حال فقيد الأقارب والأباعد، وفقيد الأغنياء والفقراء محمد..
فمن محمد هذا؟
إنه فقيد الأسرة الكبير: محمد بن جار الله البريدي، الوجيه النبيه، الحبيب اللبيب، الهشوش البشوش، رحمه الله تعالى..
وما دفعني لكتابة هذه الأسطر القليلة مؤبناً الفقيد إلا تنفيذاً لوصيته لي عند زيارتي له في المستشفى بألا أكتب إلا مافيه إحقاق حق وبيان باطل، وأن الشاعر والكاتب عليهما ألا يمدحا إلا مَن هو أهل للمدح، والعم محمد أهل للمدح والثناء.
رافد:
يقول الإمام الشافعي رحمه الله:
وأفضل الناس ما بين الورى رجُلٌ
تُقضى على يده للناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
عبدالله بن إبراهيم بن حمد البريدي
Al-boraidi@hotmail.com