سيحاول مؤيدو قيادة المرأة للسيارة، استغلال القصص التي حدثت في جدة، أثناء الكارثة 2 لصالحهم، إذ قامت كثير من السيدات والفتيات بقيادة سياراتهن أو سيارات أهاليهن، للخروج من مناطق الاحتجاز، ففي حالات كهذه، لا مجال لانتظار الرجال، أو لفتح كتب أو مواقع الإفتاء الإلكترونية، للسؤال عن جواز أو عدم جواز الأمر، فيا روح ما بعدك روح.
هل يستطيع أحد في حال مثل حال جدة، أن يقول: هذا حلال، وهذا حرام؟! هذا السؤال سيسأله المؤيدون، ولن يستطيع المتحفظون على قيادة المرأة أن يجيبوا عليه. أما الذين يقعون في الوسط، ومنهم دعاة وأئمة وثقاة (ولا نزكي على الله أحداً)، فهم يرون في تعلم المرأة لوسائل النجاة، وعلى رأسها قيادة السيارة، أمراً مطلوباً، لأن فيه إن شاء الله، إنقاذاً لها ولمن معها، من أطفال وعجائز ومقعدين. وهذا ما حدث بالضبط مع السيدة بسمة العمير، التي ما أن أصيب سائقها بالهلع لمشهد أمواج السيل وهي تتلاطم حوله، حتى تولت هي القيادة، وقامت بإنقاذ عشرات العوائل والفتيات، وذلك بنقلهن من أماكن تجمع السيول إلى أماكن مرتفعة او إلى منازل الفتيحي والجفالي وغيرهم، ممن تبرعوا باستقبال المنكوبين.