|
تمكن فريق الجراحة بمستشفى رعاية الرياض من إنقاذ حياة شاب عشريني إثر تعرضه لحادث مروري جسيم. وتبدأ تفاصيل القصة عندما أحضر المصاب بواسطة الإسعاف إلى قسم الطوارئ بالمستشفى بعد تعرضة لحادث مروري مأساوي أدى إلى وقوع إصابات جسيمة ومتعددة بالرأس والصدر والظهر والأطراف وهو لا يتعدى العشرين من عمره.
وكان في استقبال المصاب فريق طبي كامل متمرس في استقبال مثل هذه الحالات الحرجة مكون من أطباء متخصصين في طب الطوارئ وهيئة تمريض على مستوى عال من الكفاءة حيث أظهرت الكشوفات والفحوصات الأولية التي أجريت له عدم وجود نزيف داخلي سواء داخل الجمجمة أو داخل التجويف الصدري أو البطني، وعليه تم تقديم الإسعافات الأولية للمصاب ووضع الجبائر الساندة للعنق والظهر والأطراف.
بعد ذلك تم استدعاء فريق طبي متكامل من الاستشاريين في جراحة العظام والعمود الفقري وجراحة المخ والأعصاب والجراحة العامة وذلك للوقوف على الحالة الصحية للمصاب ووضع خطة عمل طبية متكاملة بدأت بدخول المصاب لقسم العناية المركزة بالمستشفى ليكون تحت الرعاية والملاحظة الدقيقة لمدة 48 ساعة لاستبعاد وجود أي نزيف داخلي تراكمي حيث تم عمل سلسلة من الأشعات والفحوصات الدقيقة اللازمة له.
من جهته أوضح الدكتور شريف فتحي عبدالحميد استشاري جراحة العظام والعمود الفقري بمستشفى رعاية الرياض ورئيس الفريق الطبي المتابع للحالة إلى أن مثل هذه الحالات ولتعدد الكسور يكون التدخل الجراحي والتثبيت الداخلي لهذه الكسور هو الحل الأمثل وذلك حرصاً على سرعة عودة المريض لحركته الطبيعية ولتفادي مضاعفات ملازمة الفراش كالقرح والجلطات وضيق التنفس والفشل الكلوي. وبالفعل وبعد تعويض المريض عن ما نزفه من دماء نتيجة هذه الكسور وبعد برنامج خاص من المضادات الحيوية قام فريق استشاريي التخدير بفحص شامل للمريض للأطمئنان على جاهزيته لدخول العمليات.
وبالفعل أجريت العمليات الجراحية المطلوبة على مرحلتين حيث شملت المرحلة الأولى عملية تثبيت كسر العمود الققري بعد رد الفقرات الى وضعها الطبيعي ورفع الضغط عن النخاع الشوكي والأعصاب. بعد ذلك تطرق الفريق الطبي لتثبيت كسور المرفق الأيمن والساعد الأيسر في اليوم نفسه، وذلك لتمكين المريض من الجلوس واستخدام ذراعيه. وبعد استقرار حالة المريض بعد العملية بدأت المرحلة الثانية بعد أسبوع من الأولى حيث شملت تثبيت كسر الفخذ الأيسر والساقين الأيسر والأيمن.
وأوضح الدكتور شريف فتحي إلى أن كل مرحلة من هاتين المرحلتين استغرقت حوالي سبع ساعات كاملة استخدمت فيها أحدث وسائل التثبيت الداخلي سواء كانت الشرائح والمسامير للساعد أو الأسلاك المعدنية للمرفق أو القضبان والمسامير لكسر العمود الفقري أو الأسياخ النخاعية التشابكية لكسور الفخذ والساقين.