سيدة أبلغ من العمر خمسين عاما مديرة مدرسة تزوجت من أكثر من ثلاثين سنة من زوج قاس الروح غليظ القلب بذيء اللسان أراني نجوم الظهر بتسلطه وعنفه معي يأخذ كل راتبي من أول أيام.. زوجي شكاك غيور لا نعرف نزهة ولاسفر ولا مطاعم لاترفيه يضرب على أي خلاف مازال يضربني وأنا جدة أمام بناتي وأولادي وبالمناسبة يضرب أولاده الكبار ويشتمهم أمام الجميع والله يا د. خالد حياتي كلها جحيم و أقول هذا وهو ليس نتاج موقف جديد بل ثمرة استعادة لشريط ذكرياتي معه أجدني الآن كوردة ذابلة أشكو القرحة والضغط علما بأني ورثت عن والدي رحمه الله عقارا وأموري المادية ممتازة ولله الحمد أفكر بالانفصال فأولادي الآن كبار وبناتي تزوجن أريد أن أعيش ما تبقى من عمري.
ولك سائلتي الفاضلة الرد:
كيف يهنأ لزوج عيش ويغمض له جفن وهو يمارس أدورا تسلطية في بيته ويهدي القهر والذل لزوجته وأبنائه ويحرمهم من العيش الهنيء والترفيه المباح ومن خلال حديثك عن زوجك أحسبه شخصا جافا وأبعد ما يكون عن جمال الروح وسماحة النفس وأظن أن ابتعاده عن الأخلاق الكريمة بنفس مسافة ابتعاده عن تعاليم الشرع وتوجيهاته السمحة والتي تحث على الرفق واللين والكلمة وتؤسس لقيم العدل والكرم والتغاضي وأقول أين هؤلاء القساة من توجيه الحبيب اللهم صل وسلم عليه: « أن الله تعالى رفيق يُحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف «. وقوله: « إن الرفق لايكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه « وقوله: « إن هذا الدين يسر فأوغلوا فيه برفق وإنه لن يشاد أحد إلا غلبه « والعنف هنا لا يقتصر فقط على العنف الجسدي وإنما يشمل أيضا العنف المعنوي حيث التصلب الفكري والتدقيق وبذاءة اللسان ونصيحتك لك والتي لا أجدني مترددا ولا هيابا منها أن تغادري هذا المعتقل دون رجعة فقد قدمت الكثير وضحيت بالكثير وقد كبر الأبناء واستقلوا بحياتهم ورست سفنهم علي شواطئ الأمان.. ولم يعد هناك متسع لمزيد من الصبر والاحتمال من أجلهم. ويكفي ما تحملت من عنت واختزنت من مواجع وسكت عن قهر حتى يكبر الأبناء ولا يتفرق الشمل و تحت وطأة الحرص على مصلحة الأبناء ودواعي الاضطرار سنوات طوال حتى تحررت منها.. وأنهي حديثي بما قاله الفيلسوف الاسباني بالتاسر جراسيان: الحكيم يفعل في الحال مايفعله الأحمق في النهاية فما يستحق أن تفعليه فافعليه فورا.
شعاع:
سواء كان من طرحك أرضا هو حصان أو الحياة، عليك أن تعود للركوب فورا مرة أخرى.