المحبة نبض شريان الحياة والصداقة نبع صافي يروي ضمأ العطشى والمكلومين.. بالحب في الله تعالى ننال أوثق عرى الإيمان، وهو منحة من الله لا يشترى بالمال، قال تعالى في بيان فضله على عباده المتحابين: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} وقد جعل الله الحب في الله سببا للنجاة من النار ودخول الجنة ففي الحديث الصحيح المتفق عليه في السبعة الذين يظلهم الله في ظله، منهم (رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه) ونحن في هذه الحياة ما بين اجتماع وفراق وقد قضى بهذا العزيز الحكيم سبحانه والعاقبة للصابرين المتوكلين.. ففي مساء يوم الجمعة الموافق 29-10-1431هـ تلقيت نبأ انتقال الأخ الغالي وزميل العمل الوكيل السابق بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة الحريق الشيخ راشد بن عبدالله الخثلان إلى العمل بهيئة التحقيق والادعاء العام ويعلم الله أن وقع هذا الخبر علي أليم منذ بداياته الأولى، حيث فقد جهاز الحسبة أحد الرجالات العاملين الجادين الساعين لاستصلاح مجتمعه ورفعة وطنه.. كان قريبا مع من يتعامل معهم ذا همة عالية وصاحب مبادرات جميلة مع زملائه ومحبيه حريصا على أداء الأعمال التي توكل إليه بكل صدق وأريحية فقد كان نعم الزميل والمشجع لي ولزملائه مما أثمر تميزاً وعطاءً بهيئة الحريق، وفي مقابل ذلك كان ناصحاً من القلب رفيقاً للأحبة من المخالفين.
يضاف لذلك فهو كريم مفضال.. نعم فهو كريم خلق ونفس ذو بذل ونوال وهذا ليس بغريب منه فهو من أسرة كريمة معروفة - يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً) لا يسعني في هذا المنبر إلا أن أقف موقف إعزاز وإكبار لما قام ويقوم به.. مصحوباً بتسطير عزائي في انتقاله. كما أهنئ الإخوة بهيئة التحقيق والادعاء العام بمثل هذا الرجل الذي سوف يرون بإذن الله فيه ما يسرهم ويسهم في خدمة وارتقاء العمل المنوط به. أسأل ربي جل في علاه بأن يجعلك أخي أبى عبدالله مباركاً أينما كنت كما أسأله وهو الذي جمعنا في هذه الدنيا على طاعته ومحبته أن يجمعنا بكم في الفردوس الأعلى من جنته.. آمين.
- حوطة بني تميم
aliali-88-@htmail.com