فاصلة:
(حصاد السنة بطولها يتوقف على الربيع الذي يتم فيه البذار)
- حكمة صينية -
كنت وما زلت أراهن على الشباب.. فكرهم الغضّ وحماسهم وأرض إبداعهم البكر حتى تعثرهم لانعدام التجارب هو في رأيي الحماس واغتنام الفرص الذي يتميزون به.
قبل أيام قرأت في صحيفة المدينة أن حملة المتطوعين الشباب انتهت في معرض الحارثي بجدة وسط بكاء وحزن الشباب الذين تسابقوا لخدمة المتضررين من سيول مدينة جدة. هل تعتقدون أن الخبر مبالغ به؟
المنطق وسط الأخبار التي تؤكد أنه تم إقفال باب التطوع للسيدات والفتيات يوم الأربعاء الماضي، يعني أن أعداد المتقدمات فاقت طاقة استيعاب الحاجة إلى عملهم التطوعي، وأبدى عدد من الشباب والشابات سعادتهن بهذا العمل الخيري الذي ينم عن قدرات بناءة يمكن الاعتماد عليها في الأوقات العصيبة.
الشباب أنجزوا الكثير من الأعمال خلال هذه الفترة الوجيزة، إذ ساعدوا أكثر من 1500 أسرة وأنقذوا العديد من الأسر المحتجزة ولديهم استعداد كبير للعمل التطوعي بدون ملل أو استياء. الخبر غير مبالغ به فالشباب بالفعل ضربوا أمثلة رائعة وحية للتعاون وادارة الأزمات. لم تكن هذه هي المرة الاأولى التي تكشف الأزمات أن لدينا طاقة شبابية للعمل التطوعي وخدمة المجتمع.
لكن هذا لا يعني أن يخدّرنا الموضوع رغم أن العمل التطوعي لم يكن إلى وقت كبير ملهم للشباب لذلك علينا أن نتعمق أكثر في قضاياهم، فالشباب لديهم احتياجات لابد أن تشبع ومطالب لابد أن تتحقق والأهم من هذا وذاك أن يشعرون بذواتهم كشباب واعد يتحدّى المصاعب ليصل إلى أهدافه.
لننظر إلى تعليمهم وفرص العمل المتوفر لديهم ووسائل استثمار وقتهم سواء بالعمل أو الترفيه فالشباب طاقات إن لم تستثمر فحتما ستضيع.
مشاكل الشباب في أسرهم وفي جامعاتهم ومن ثم مشاكلهم في حياتهم العملية هي مسئوليتنا كآباء ومسئولية المجتمع بمؤسساته الحكومية والمدنية.
فإذا لم نستمع إلى صوت الشباب ولم نبحث في مشكلاتهم لإيجاد الحلول وتطبيقها فقد الشباب ارتباطهم بالمجتمع وهذا في رأيي خطر جدا إذ إنه من المهم أن يكون الوطن في قلوب الشباب يتلمسون عطاءه على أرض الواقع ويتعلمون منه العطاء.