أظن أن الدورة التدريبية التي عقدها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، لعدد من الإعلاميين في مجالي الصحافة والتلفزيون، ستنعكس إيجاباً عليهم وعلى قدراتهم في التحاور مع القراء أو المشاهدين. هؤلاء الإعلاميون هم من نتاج المؤسسات التعليمية والمؤسسات الاجتماعية، وكل هذه المؤسسات لا تعزز الحوار ولا تكرسه، بل على العكس تماماً، فهي تجعله يبدو وكأنه شبح مخيف، لا يجدر بأحد الاقتراب منه، إما لأنه «عيب»، أو لأنه «حرام»، أو لأنه «ما هو وقته»! ولأننا على هذه الحال، فإن من المفترض أن يتوجه المركز الوطني للحوار إلى تأسيس مادة صفية منهجية محتسبة الدرجات منذ المراحل الابتدائية وحتى الجامعية، بحيث نعلِّم أبناءنا وبناتنا أسس وثقافة الحوار سنة بعد سنة بعد سنة، ليتخرجوا وهم قادرون وقادرات على التحاور مع الآخر، بشكل راق وموضوعي وهادئ، دون اعتبارات شخصية أو قبلية أو مذهبية.
وإذا كان البعض يظن أن الأجيال الجديدة باتت متطورة تقنياً، وقادرة على التواصل مع الآخرين في كل مكان في العالم، عبر مواقع التواصل الاجتماعية المتوفرة على شبكة الإنترنت، فإن هذا لا يلغي حاجتهم إلى تعلم الأسس السليمة للتواصل. ويبقى أن ندعو المركز إلى تنظيم دورات مكثفة ومتواصلة لمنسوبي العلاقات العامة في الدوائر الحكومية، لكي يرتقوا في أساليبهم في التحاور مع الإعلام !